أخبارأمريكا

فضيحة في قلب هارفارد: 452 شكوى تتهم الجامعة بالتمييز ضد المسلمين والعرب

في مشهد صادم وغير مسبوق، تجمّع أكثر من ثلاثين من المنتسبين لجامعة هارفارد صباح الاثنين أمام قاعة ماساتشوستس، لتسليم صندوق يحوي (452) شكوى رسمية تتهم إدارة الجامعة بـ”التمييز المنهجي” ضد العرب والمسلمين، وتجاهل معاناتهم رغم النداءات المتكررة.
الحدث جاء بعد أشهر من إرسال الشكاوى إلى مكتب السلوك المجتمعي في الجامعة، الجهة المسؤولة عن إنفاذ سياسات عدم التمييز، والتي – بحسب المنظمين – تجاهلت معظم الشكاوى أو ردت عليها برسائل سطحية باردة.
وقالت “لارا ز. جيرمانوس”، أستاذة الطب السريري بجامعة هارفارد، في بيان ناري خلال التجمع، “إننا في أفضل الأحوال، تلقينا بريداً إلكترونيًا بارداً، وفي أسوأها… تجاهلاً تامًا، فقررنا أن نطبع الشكاوى ونسلّمها باليد، لأننا لم نعد نحتمل الصمت”.
“جيرمانوس”، إحدى أبرز المنظّمين للتجمّع، أكدت أن الشكاوى تم تسليمها أيضًا إلى فرقة العمل التي شكلها الرئيس الجامعي “آلان م. جاربر” لمعالجة معاداة السامية، والتي أصدرت تقاريرها النهائية قبل أسبوعين فقط. تلك التقارير كشفت أن 92% من المسلمين في الجامعة يشعرون بعدم الأمان عند التعبير عن آرائهم.
لكن المحتجّين اعتبروا هذه التقارير “انحرافاً عن جوهر الأزمة”، متهمين إدارة الجامعة بالتحايل على حقيقة التمييز ضد العرب والمسلمين من خلال تقارير لا تعالج “التحيز الهيكلي العميق”.
وقال “آفي إس. شتاينبرغ”، الزميل في مؤسسة “رادكليف”، والمدير التنفيذي السابق لمنظمة “هيليل” الحقوقية، “ما هذه إلا تقارير لحماية المؤسسة والمانحين، لا لحماية الناس. إنها جزء من حملة صريحة مؤيدة لإسرائـ،ـيل”.
وتزداد الأزمة تعقيدًا في ظل نزاع قانوني قائم بين إدارة ترامب وهارفارد، بعد تجميد التمويل الفيدرالي للجامعة، على خلفية اتهامات بأنها تأوي “استيلاء أيديولوجيًا” وتفشل في مكافحة معاداة السامية.
في كلمة لها أمام الجموع، حذّرت “إيرين أمينة”، الطالبة في كلية الحقوق، من زيف موقف الجامعة، بالقول إن “هارفارد تدّعي الآن أنها تتحدى ترامب، لكنها في الواقع تسكت أفراد مجتمعها. لا يمكنك الدفاع عن الحرية وأنت تقمع صوتنا”.
ووسط هذه العاصفة، رفضت إدارة هارفارد التعليق على الحدث، ما زاد من حدة الغضب والتساؤلات حول نزاهة واحدة من أعرق جامعات العالم، ومصداقيتها في التزامها المعلن بالتنوع والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى