
تحوّلت صالة “إيكون” الفنية في مدينة برمنغهام البريطانية إلى فضاء روحاني وفني في آن واحد، عبر المعرض الفردي للفنانة البريطانية من أصول آسيوية، مهتاب حسين، الذي حمل عنوان “ماذا تريد أن ترى؟”، وجمع بين جماليات التعبير الفني وقوة المقاومة الهادئة في وجه التمييز والمراقبة المستمرة للهويات الإسلامية في الغرب.

من خلال إقامة صلاة جماعية داخل المعرض، وتحويل قاعته إلى ما يشبه المصلى العام، تدمج مهتاب عناصر الفن الإسلامي، كالسجاد المنقوش، والأسماء المقدسة، والمصحف المنحوت، مع مشاهد الحياة اليومية للمسلمين في بريطانيا، في تحدٍ رمزي لخطاب الكراهية الذي تضاعف منذ أحداث 11 أيلول، وفق ما تشير إليه الفنانة في أعمالها.

ويضم المعرض مجموعة من التركيبات البصرية والمواد الفيلمية، أبرزها توثيق مصوَّر لـ160 مسجدًا في برمنغهام، بأسلوب يحاكي أعمال الأخوين بيشر في توثيق العمارة الصناعية، لكنه يقدّم المساجد كجزء حيّ ومتجذر من النسيج العمراني والاجتماعي للمدينة، بعيدًا عن الصور النمطية أو محاولات التهميش.
في زاوية أخرى من المعرض، تُعرض لوحة تحمل عبارة “أنا مسلم”، كتصريح مباشر بالهوية والانتماء، وسط بيئة تُحول الإسلام في كثير من الأحيان إلى ملف مراقبة. كما يظهر فيديو مؤثر للفنانة وهي تؤدي الصلاة وسط ريف إنكليزي مفتوح، في مشهد يدمج الإيمان بالمكان، ليؤكد على انتماء المسلمين لأرضهم كمواطنين لا كغرباء.

تقول مهتاب حسين إن معرضها لا يطلب تعاطفًا، بل احترامًا، ولا يصوّر الإسلام كضحية بل كحالة إنسانية نابضة بالجمال والانتماء والحنان. من خلال هذا العمل، تقدّم نموذجًا لفن يتكلم بلغة الجسد والإيمان والتجربة المعاشة، ليعيد رسم العلاقة بين المسلم ومجتمعه، وبين الفن والعبادة.

