شهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 عرضاً نادراً واستثنائياً لنسخ فريدة من الكتب المقدسة، يتقدّمها مصحف مذهّب نُسجت كلماته على أوراق من الذهب عيار 24 قيراطاً، إلى جانب نسخة من الكتاب المقدس تعود لعائلة الفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافينشي.
وفي جناح “أدينا غراز” المتخصص بالكتب الإسلامية الفاخرة، جذب المصحف الذهبي أنظار الزوّار، وهو واحد من عشر نسخ فقط في العالم، وتُقدّر قيمته بنحو نصف مليون درهم إماراتي. تعود هذه النسخة النادرة إلى القرن الثالث عشر الميلادي، واكتُشفت في العراق، وتُعد تحفة فنية نادرة لما تتمتع به من دقة الزخرفة وقيمة المواد المستخدمة.
ويأتي هذا المصحف العائد إلى الإمارات مجدداً هذا العام، بعد أن شارك سابقاً في نسخ متعددة من المعرض، ليشكل محوراً فنياً وثقافياً بارزاً يجمع بين الجمال الروحي والمهارة الحرفية التراثية.
إلى جانب ذلك، عُرضت نسخة من “الكتاب المقدس باللاتينية”، تعود إلى عام 1300 ميلادي، وكانت مملوكة في وقت ما لعائلة دافينشي. وتحمل هذه النسخة شعار نبالة العائلة، وتُنسب إلى عهد البابا كليمنت الخامس الذي أمر بإعدادها عقب نقل الكرسي البابوي إلى مدينة أفينيون الفرنسية. وقد كُتبت بالكامل بخط اليد قبل اختراع الطباعة، ويبلغ سعرها نحو 400 ألف دولار أمريكي.
كما ضم المعرض ورقة أصلية من “إنجيل غوتنبرغ” وتحديداً “سفر حجّي”، وهي من أول الكتب المطبوعة في العالم باستخدام الحروف المعدنية المتحركة عام 1455، وتُعد علامة مفصلية في تاريخ الطباعة وتداول المعرفة، وقد طُبعت في مدينة ماينز الألمانية على يد يوهانس غوتنبرغ.
الصور المرافقة للمعروضات أظهرت تفاصيل دقيقة تحاكي عظمة المخطوطات الدينية والفنية التي يحتضنها معرض أبوظبي الدولي هذا العام، في احتفاء متجدد بالإرث الإنساني والروحي المشترك بين الثقافات.
