أخبارأوروباالعالم

وزيرة نمساوية تثير الجدل بتصريحات مسيئة للمسلمين وتدعو إلى حظر الحجاب عن الفتيات

أثارت وزيرة أوروبا والاندماج والأسرة في النمسا، كلوديا بلاكولم، موجة من الانتقادات والقلق في أوساط المسلمين بعد تصريحاتها الأخيرة التي اعتُبرت استهدافاً مباشراً للإسلام ولرمزية الحجاب، وذلك خلال مشاركتها في برنامج “ساعة الصحافة” الذي بثه التلفزيون الرسمي يوم الأحد 4 مايو/أيار 2025.
وفي تصريحات وُصفت بأنها تحمل رؤية ضيقة للتعددية الدينية، عبّرت بلاكولم عن قلقها مما سمّته بـ”تسامح ديني مفهوم على نحو خاطئ”، مركّزة بشكل خاص على ما وصفته بتحديات الإسلام في المجتمع النمساوي. وقالت إن القيم النمساوية “تقوم على أسس مسيحية ويهودية”، محذّرة من أن احترام حرية الدين يجب ألا يؤدي إلى تغييب الرموز المسيحية، في إشارة إلى رفضها إزالة الصلبان من المدارس.
وفي موقف يمس الجالية المسلمة بشكل مباشر، أعلنت بلاكولم دعمها لتشريع جديد يقضي بحظر ارتداء الحجاب للفتيات دون سن 14 عاماً، متجاهلة قرار المحكمة الدستورية الذي ألغى قانوناً مماثلاً عام 2020 بسبب استهدافه ديانة بعينها. وقالت الوزيرة: “الفتيات في عمر ثماني سنوات لا يجب أن يُخفين خلف حجاب”، ووصفت الحجاب بأنه “رمز للقمع”، معتبرة أن القضية لا تتعلق بالدين بل بـ”حماية الطفولة”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه خطاب التمييز ضد المسلمين في أوروبا، وسط محاولات لفرض قيود على المظاهر الدينية، خاصة الحجاب، تحت ذرائع الاندماج والأمن. ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا النهج إلى مزيد من التهميش وخلق بيئة عدائية تجاه المسلمين، لا سيما النساء والفتيات المحجبات.
منظمات إسلامية وحقوقية أعربت عن قلقها من عودة الخطاب الإقصائي في السياسات النمساوية، محذّرة من استخدام ملف الحجاب كأداة انتخابية على حساب الحقوق الدستورية والحريات الدينية المكفولة.
يُذكر أن النمسا تضم مئات الآلاف من المسلمين، يشكّلون جزءاً أساسياً من النسيج المجتمعي، وتواجه الجالية المسلمة تحديات متزايدة تتعلق بالاندماج والتمييز وخطاب الكراهية، ما يتطلب تعزيز الحوار والفهم المشترك لا التضييق باسم “حماية الطفولة” أو “الأمن المجتمعي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى