
حذّرت دراسة علمية نشرتها مجلة Bulletin of the Atomic Scientists من أن اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان، حتى وإن كانت محدودة، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية عالمية تُغيّر ملامح الحياة على كوكب الأرض لعقود.
وأعدّ الدراسة فريق من العلماء بقيادة الخبير المناخي آلان روبوك من جامعة راتغرز، بمشاركة باحثين من جامعة كولورادو ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حيث افترضت السيناريو انطلاقًا من هجوم إرهـ،ـابي على البرلمان الهندي في عام 2025، يؤدي إلى تصعيد عسكري تستخدم خلاله باكستان 10 رؤوس نووية تكتيكية، لترد الهند وسرعان ما يتبادل الطرفان استخدام نحو 250 سلاحًا نوويًا فوق مدن كبرى ومواقع حيوية.
وتقدّر الدراسة أن عدد القتلى الفوري قد يتراوح بين 50 إلى 125 مليون شخص، إلى جانب تدمير شامل للبنية التحتية، فيما تؤدي التفجيرات إلى إشعال حرائق حضرية كبرى تطلق ما بين 5 و36 مليون طن من الدخان والسخام إلى طبقات الجو العليا، ما ينعكس بانخفاض درجات الحرارة العالمية بمعدل 1.5 إلى 2.5 درجة مئوية، ويؤدي إلى مواسم زراعية باردة وجافة وانهيار الأمن الغذائي العالمي.
وتحذّر الدراسة من أن الكارثة ستشمل تراجع الأمطار بنسبة تصل إلى 30% في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، مع تضرر النظم البيئية، وانخفاض إنتاجية المحيطات، وانتشار المجاعات، وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا، ما سيؤدي إلى هجرات جماعية ونزاعات على الموارد.
وأكد الباحثون أن تدمير طبقة الأوزون بفعل الدخان النووي سيزيد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية ويضاعف أخطار السرطان، مشيرين إلى أن التأثيرات لن تقتصر على أطراف النزاع بل ستشمل الكوكب بأسره.
وشدّدت الدراسة على ضرورة تقليص الترسانات النووية وتعزيز الاتفاقيات الدولية مثل معاهدة حظر الأسلحة النووية، مؤكدة أن “لا وجود لحرب نووية صغيرة، فالنيران التي قد تشتعل في مدن جنوب آسيا، ستحرق مستقبل البشرية جمعاء”.