أخبارالعالمالعالم الاسلاميالمرجعية

المرجع الشيرازي: وصايا الإمام الصادق (عليه السلام) للأجيال الشيعية دعوة للتجديد والوعي والعمل في مواجهة تحديات اليوم

دعا المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، في كلمة مقتضبة نشرها الموقع الخاص بمكتب سماحته، بمناسبة قرب ذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق عليه السلام، إلى ضرورة إحياء وصايا وتعاليم الإمام الصادق عليه السلام، والانطلاق منها لبناء واقع شيعي أكثر وعيًا والتزامًا في مواجهة التحديات المعاصرة.
وأكد سماحته أن الإمام الصادق عليه السلام، في رسالته التاريخية إلى شيعته، أوصى بأربعة أوامر أساسية تشكل خارطة طريق للأتباع في كل زمان، وهي: المدارسة، والنظر، والتعاهد، والعمل. وبيّن أن هذه التوصيات تمثل دعائم لبناء الوعي الديني والثقافي، مشددًا على أن “الفقهاء حملوا هذه الأوامر على الاستحباب، وإلا لكانت مسؤولية الشيعة عظيمة”.
وأوضح المرجع الشيرازي أن “المدارسة” تعني التفاعل الحي مع العلوم الدينية من خلال التدارس الجماعي، بينما يشير “النظر” إلى التأمل العميق في المعارف وعدم الاكتفاء بالمطالعة السطحية، في حين أن “التعاهد” هو تكرار المراجعة والحفاظ على التواصل المستمر مع التعاليم، و”العمل” يعني الالتزام العملي بما نتعلّمه من هذه المبادئ.
ويشدد سماحته على أن الأوساط الشيعية اليوم أحوج ما تكون إلى العودة لهذه الأوامر، خاصة في ظل تصاعد التحديات الفكرية، والانحرافات الثقافية، والضغوط الاجتماعية والسياسية التي يعيشها الشيعة في عدد من دول العالم. وأشار سماحة المرجع إلى أن الالتزام بوصايا الإمام الصادق عليه السلام لا يقتصر على طلبة الحوزات العلمية، بل هو مسؤولية جماعية تشمل الشباب، والمثقفين، والعاملين في المجال الإعلامي والاجتماعي، داعيًا إلى تأسيس نهضة ثقافية تجديدية مستندة إلى تعاليم أهل البيت عليهم السلام، تعيد الاعتبار للفكر والوعي والممارسة.
وختم المرجع الشيرازي كلمته بالدعوة إلى إحياء ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام، ليس فقط بالمجالس العزائية، بل بجعل هذه الذكرى منطلقًا لتحمّل مسؤولية التغيير والإصلاح في حياة الفرد والمجتمع، وفق رؤية الإمام صلوات الله عليه، الذي أسّس مدرسة فكرية خالدة لا تزال تمدّ العالم الإسلامي بكنوزها المعرفية إلى اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى