
وصفت منظمة “النازحين الدولية”، وهي منظمة تُعنى بالدفاع عن حقوق اللاجئين، حملة ترحيل اللاجئين الأفغان من باكستان بأنها “ليست قضية سياسية أو أمنية”، بل “مأساة إنسانية” تستدعي تحركًا دوليًا فوريًا، مؤكدة أن ملايين اللاجئين الذين نشأوا في باكستان يواجهون اليوم مستقبلاً مجهولًا.
وأكدت المنظمة في بيانها أن قرار الترحيل يتجاهل عقودًا من التعايش وبناء المجتمعات المشتركة، مشيرة إلى أن “طرد من وُلدوا وترعرعوا في باكستان يطرح تساؤلات جوهرية حول الالتزامات الأخلاقية والإنسانية للدولة المستضيفة، ويدمّر أواصر العلاقات بين شعبي البلدين”.
وأضافت: “إذا كنا نتطلع إلى مستقبل تسوده علاقات الجوار السلمي بين أفغانستان وباكستان، فإن هذا المستقبل لا يمكن أن يتحقق دون احترام متبادل للإنسانية”.
وفي مقال نشرته المنظمة، شدد الكاتب نقيب الله مشواني على ضرورة أن تتم عمليات العودة وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن “اللاجئين يستحقون الكرامة والاعتراف القانوني، والفرصة لبناء حياتهم سواء في وطنهم الأصلي أو في البلد الذي أطلقوا عليه اسم الوطن لسنوات”.
وحذّر مشواني من أن الظروف التي تتم فيها عمليات الترحيل حالياً تهدد الحقوق الأساسية للمهاجرين، مؤكداً ضرورة السماح لهم بمغادرة البلاد وهم يحملون أصولهم وممتلكاتهم الشخصية.
ودعت المنظمة إلى توفير الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية في معسكرات النقل، بما في ذلك المياه النظيفة، والغذاء، والرعاية الطبية، مع إيلاء اهتمام خاص بالأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ختام بيانها، ناشدت “النازحين الدولية” المجتمع الدولي، والمنظمات غير الحكومية، وحركة طالبان، لتقديم الدعم العاجل للاجئين المتأثرين، وضمان ألا يتحول هذا الترحيل الجماعي إلى مأساة إنسانية مفتوحة على المجهول.