حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تفاقم أزمة الجوع في أفغانستان، مؤكداً أن البلاد تشهد “أشد زيادة في معدلات سوء التغذية في تاريخها”، في ظل تراجع حاد في تمويل المساعدات الإنسانية وارتفاع الضغوط الاقتصادية على السكان.
وذكر البرنامج في بيان نشره على منصة X، أن نحو 3.5 مليون طفل أفغاني معرضون لخطر سوء التغذية خلال العام المقبل، مشيراً إلى أن الأطفال في منطقة كيش هم الأكثر تضرراً ويحتاجون إلى تمويل مستدام وعاجل لإنقاذ حياتهم.
ويأتي هذا التحذير في وقت تواجه فيه أفغانستان تبعات تعليق بعض المساعدات الأميركية، لا سيما خفض تمويل المساعدات الغذائية الطارئة، وهو ما اعتبره البرنامج تهديداً مباشراً للأمن الغذائي في البلاد.
وأوضح التقرير أن التخفيضات في الميزانية “تشكل الخطر الأكبر على الفئات الضعيفة التي تعتمد بشكل شبه كامل على الدعم الإنساني الخارجي”، خاصة مع ارتفاع معدل الحاجة بين العائدين من باكستان، الذين يواجهون ظروفاً معيشية صعبة ويحتاجون إلى دعم فوري.
وأشار البرنامج إلى أن معدلات التضخم سجلت تحسناً نسبياً بوصولها إلى -0.3% في فبراير/شباط الماضي، مقارنة بـ -10.2% في يناير/كانون الثاني 2024، إلا أن هذا التحسن لم ينعكس إيجاباً على الواقع المعيشي في ظل استمرار الأزمة الغذائية.
ودعا برنامج الغذاء العالمي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وتوفير التمويل اللازم لتجنب كارثة إنسانية أوسع، محذراً من أن التقاعس عن الاستجابة سيؤدي إلى مزيد من التدهور في أوضاع ملايين الأفغان.
