
مرت ست سنوات على فاجعة بازار هزار گنجي الدامية في مدينة كويتا الباكستانية، والتي راح ضحيتها أربعة عشر شهيدًا من أبناء الطائفة الشيعية الهزارة، فيما أُصيب ثمانية وأربعون آخرون بجروح متفاوتة، في أحد أعنف الهجمات الطائفية التي شهدتها المنطقة في العقد الأخير.
في الثاني عشر من نيسان/أبريل عام 2019، فجّر انتحاري ينتمي إلى جماعة وهابية متشددة نفسه وسط سوق للخضار والفواكه، متنكّرًا بزيّ عامل، واضعًا المتفجرات في كيس مملوء بالبطاطس، مستهدفًا فقراء الكسبة من الهزارة الشيعة الذين يعملون في السوق الشعبي بمنطقة هزار گنجي.
الهجوم الذي هزّ وجدان المجتمع الشيعي في باكستان، لا يزال محفورًا في ذاكرة أهالي كويتا، الذين يحيون ذكراه كل عام، فيما تبقى العدالة غائبة رغم مرور السنوات، وسط اتهامات بالإهمال وتقاعس السلطات عن ملاحقة الجناة والمحرّضين على العنف الطائفي.
عائلات الشهداء والمصابين، التي لا تزال تعيش تحت وطأة الفقد والظلم، جدّدت هذا العام مطالبها بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، وإيقاف مسلسل الاستهداف الطائفي الذي يتكرر منذ عقود بحق شيعة الهزارة في إقليم بلوشستان.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن مدينة كويتا شهدت خلال العقدين الماضيين عشرات الهجمات ضد الهزارة الشيعة، أسفرت عن مئات القتلى وآلاف المصابين، دون أن تحقق العدالة تقدمًا يذكر في ملاحقة المتورطين أو تفكيك الخلايا الإرهـ،ـابية المسؤولة عنها.
ويأتي إحياء الذكرى السادسة لفاجعة هزار گنجي وسط أجواء من الحزن والتساؤلات عن مصير التحقيقات، والوعود الرسمية التي قُطعت لعائلات الضحايا، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف من تجدّد العنف في ظل استمرار التوترات الطائفية وضعف الحماية الأمنية للمجتمعات المستهدفة.