
حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من تزايد معدلات سوء التغذية في أفغانستان، متوقعًا أن يعاني 3.5 مليون طفل من سوء التغذية بحلول عام 2025، في ظل أزمة غذائية متفاقمة تضرب البلاد.
وقالت منى الشيخ، رئيسة قسم التغذية في برنامج الغذاء العالمي بأفغانستان، إن هذا العدد “ضخم وغير مسبوق”، مؤكدة أن الأوضاع الحالية لم تشهدها البلاد خلال السنوات الأربع الماضية.

ووفقًا لتقرير حديث للبرنامج، فإن 1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين حاليًا من سوء التغذية، ويحتجن بشكل عاجل إلى العلاج والدعم الغذائي، بينما يواجه ثلث سكان أفغانستان – أي نحو 15 مليون شخص – خطر الجوع ويحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة للبقاء على قيد الحياة.
كما كشف التقرير عن أن 80% من العائلات الأفغانية لا تستطيع تحمل تكلفة نظام غذائي مناسب، فيما تضطر 75% من الأسر إلى الاقتراض لشراء المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يفاقم من حالة انعدام الأمن الغذائي.
ويواجه برنامج الغذاء العالمي تحديات كبيرة في توفير الإمدادات الغذائية، حيث يحتاج بشكل عاجل إلى 555 مليون دولار لضمان استمرار عملياته خلال الأشهر الستة المقبلة. وأكدت المنظمة أن نقص التمويل يهدد البرامج الحيوية المخصصة للنساء والأطفال والأسر، والتي تشمل المساعدات الغذائية الطارئة، وعلاج سوء التغذية، والتغذية المدرسية، والتدريب المهني للنساء.
وقالت الشيخ: “نرى أعدادًا متزايدة من النساء والأطفال يلجؤون إلى العيادات بحثًا عن المساعدة. الكثير من الأمهات شابات جدًا، وغالبًا ما يكون هذا هو الملاذ الأخير لهن بعد عجزهن عن توفير الغذاء الأساسي لأطفالهن”.
وبحسب التقرير، قدم برنامج الغذاء العالمي العام الماضي مساعدات لنحو 10 ملايين امرأة وطفل في أفغانستان، بما في ذلك علاج سوء التغذية لنحو مليون أم و1.4 مليون طفل، منهم 829 ألف فتاة. ومع ذلك، لا تزال الحاجة أكبر بكثير من الإمكانيات المتاحة.
وأوضحت الشيخ أن خفض الميزانية أجبر البرنامج على تقليص الفئات المستهدفة، بحيث لم يعد بإمكانه تقديم المساعدات إلا للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، في حين كان يشمل سابقًا الأطفال من سن 6 أشهر حتى 5 سنوات.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أن الوضع الغذائي في أفغانستان يستدعي تدخلاً دوليًا عاجلاً، خاصة أن ثلثي الأسر التي تعيلها نساء لا تستطيع تحمل تكاليف الغذاء الأساسي. وقالت الشيخ: “عندما يعاني طفل أو امرأة من سوء التغذية، يتعين علينا مساعدتهم، وإلا فإنهم يواجهون خطر التدهور إلى سوء التغذية الشديد، وهي حالة تهدد الحياة”.
ومع استمرار نقص التمويل، لا يتمكن البرنامج حاليًا سوى من تقديم مساعدات غذائية طارئة لحوالي 6 ملايين شخص شهريًا من أصل 15 مليونًا يحتاجون إليها، مما يترك الملايين في مواجهة خطر المجاعة دون دعم كافٍ.