أخبارالمرجعية

المرجع الشيرازي: الإمام العادل في الإسلام يعيش بمستوى الفقراء كيلا يتفاقم فقرهم

أكد المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي أن الإمام العادل في الإسلام يجب أن يعيش بمستوى الفقراء، مستشهداً بكلام أمير المؤمنين عليه السلام الذي قال: (إِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى أَئِمَّةِ اَلْعَدْلِ أَنْ يُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ اَلنَّاسِ، كَيْلاَ يَتَبَيَّغَ بِالْفَقِيرِ فَقْرُهُ).
وأشار إلى أن هذا المنهج الذي اتبعه أمير المؤمنين عليه السلام ليس مجرد سلوك شخصي، بل هو فرض إلهي على أئمة العدل، حيث يتوجب عليهم أن يعيشوا كما يعيش الفقراء في مأكلهم وملبسهم ومسكنهم، حتى لا يشتد الفقر على الفقراء ويشعروا بالحرمان مقارنة بحكامهم.
وأوضح أن الإمام علي عليه السلام جسّد هذا المفهوم واقعياً، إذ لم يمتلك شيئاً أكثر مما أتى به من المدينة إلى الكوفة، فقال: (هذه أشمالي وراحلتي ورحلي أتيت بها، ولو خرجت من عندكم بغيرها لكنت من الخائنين)، ما يعكس التزامه المطلق بمبادئ العدالة والابتعاد عن مظاهر الترف.
ولفت المرجع الشيرازي إلى أن العديد من العلماء والمراجع ساروا على هذا النهج، ومنهم الشيخ محمد تقي الشيرازي، الذي رغم مكانته الدينية والجهادية، عاش في بيت مستأجر حتى وفاته. كما استذكر مراجع آخرين لم يملكوا منازل طوال حياتهم، مؤكدين بذلك على الزهد الحقيقي والعدالة الاجتماعية.
وانتقد سماحته نمط حياة الحكام الذين ابتعدوا عن هذه القيم، مشيراً إلى أن حكام بني أمية وبني العباس عاشوا في القصور وبذّروا أموال المسلمين، فيما كان أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام يعيشون حياة البساطة والتقشف، مما يعكس الفارق الكبير بين الإسلام الحقيقي والإسلام الذي تبنّته السلطات الجائرة عبر التاريخ.
وكرر المرجع الشيرازي الدعوة إلى إعادة دراسة الإسلام الأصيل المستمد من سيرة النبي الأكرم وأهل بيته عليهم السلام، موضحاً أن العالم اليوم بحاجة إلى فهم الإسلام الحقيقي الذي يقوم على العدل والمساواة، بعيداً عن الانحرافات التي طرأت بعد استشهاد الرسول صلى الله عليه وآله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى