
تشهد باكستان توترًا متزايدًا إثر الهجوم الانتحاري الذي وقع في منطقة ناوشيرا بإقليم خيبر بختونخوا، وأسفر عن مقتل مولانا حامد الحق، نائب رئيس دار العلوم حقانيا، الذي يعد من أبرز داعمي حركة طالـ،ـبان في باكستان، والمشتبه بقيادتها لحركة “طالـ،ـبان باكستان” المتطرفة.
وأثارت الحادثة موجة غضب بين أنصار الحركة، وسط تهديدات علنية بالانتقام والسعي إلى إقامة ما وصفوه بـ”نظام إسلامي خالص” على غرار النظام الذي تفرضه طالـ،ـبان الأفغانية. وتصاعدت حدة التصريحات خلال جنازة مولانا حامد الحق، حيث أعلن نجله مولانا عبد الحق ساني عزمه على إقامة نظام إسلامي في باكستان، مؤكدًا أن بلاده “لن تُؤخذ منه”، وأنه سينتقم لدماء قتلاه، في خطاب أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل الأوضاع الأمنية في البلاد.
وعقب الجنازة، اجتمع آلاف العلماء والسياسيين وعامة الناس في دار العلوم حقانيا، حيث تم الإعلان عن تعيين مولانا رشيد الحق نائبًا جديدًا لرئيس المدرسة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على نفوذ المؤسسة في الساحتين الدينية والسياسية. وأمام الحشود، أطلقت قيادات المدرسة تهديدات بمواصلة ما وصفوه بـ”المسيرة”، مشددين على أنهم “لن يخافوا من القنابل أو التهديدات، وأنه طالما بقي فرد واحد من عائلة الحقانية، فلن يتنازلوا عن تعاليم الإسلام”، وفق تعبيرهم.
وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة بشأن تداعيات مقتل مولانا حامد الحق، وسط تساؤلات حول احتمالات التصعيد في المشهد الباكستاني، لا سيما في ظل استمرار الخطاب المتطرف ودعوات الانتقام، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوترات في البلاد.