الأوقاف السورية تستولي على “جامع المصطفى” بريف دمشق وتنهي تكليف الشيخ أدهم الخطيب

استولت مديرية أوقاف ريف دمشق، التابعة لوزارة الأوقاف السورية، على جامع المصطفى في منطقة ببيلا – سيدي مقداد بريف دمشق، وسط توتر أمني ورفض شعبي واسع من أبناء الطائفة الشيعية.
وأكدت مصادر محلية أن قوات أمنية مسلحة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، يزيد عددهم عن خمسين عنصرًا، اقتحمت المسجد، وطوّقته، وسيطرت عليه بالقوة، بعد رفض القائمين عليه تسليمه، مشيرةً إلى أن الاستيلاء جاء بحجة أن المسجد يتبع للطائفة الشيعية.

وبالتزامن مع الاستيلاء على المسجد، أصدرت مديرية أوقاف ريف دمشق – شعبة أوقاف الكسوة قرارًا، يقضي بـإنهاء تكليف الشيخ أدهم الخطيب، ممثل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في سوريا، ومنعه من إمامة الصلاة وممارسة وظائفه الدينية في جامع المصطفى، وذلك اعتبارًا من 20 شباط.
وأثار القرار رفضًا واسعًا بين أبناء الطائفة الشيعية، الذين يعتبرون أن أوقافهم لا تخضع لوزارة الأوقاف السورية، بل تُدار عبر المرجعية الدينية، التي تمتلك صلاحيات تعيين الأئمة وعزلهم.
وردًا على القرار، دعا الشيخ أدهم الخطيب أبناء الطائفة إلى إقامة الصلوات في المسجد، والتأكيد على هويته الشيعية، وسط دعوات إلى إعادة النظر في القرار بما يخدم مصالح المسلمين كافة.
وأظهر مقطع مصور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي دخول عشرات المسلحين إلى المسجد بالقوة، ومزاحمة المصلين الشيعة أثناء الصلاة، وإزالة الصور والرموز الدينية الخاصة بالطائفة، ما فاقم التوتر بين الأهالي.
وفي تطور آخر، اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية، قبل أيام، الشيخ أدهم الخطيب، بعد مداهمة مكتبه في حي السيدة زينب عليها السلام بدمشق، واقتادت نجله ومرافقه إلى أحد الأفرع الأمنية، دون تقديم توضيح رسمي حول أسباب الاعتقال، ما أثار استياءً واسعًا بين أبناء الطائفة.
ويعد جامع المصطفى المسجد الوحيد في الحي، وقد بُني قبل 25 عامًا بتمويل ودعم شيعي، دون أن يكون تابعًا لوزارة الأوقاف السورية، مما يعزز المخاوف من تصاعد التوترات الطائفية في المنطقة.