أخبارأوروباالعالم

المسلمون يشكلون أكثر من 8% من سكان كتالونيا ويساهمون في ازدهار المجتمع الإسباني

وسط تصاعد النقاشات حول التوزيع الديموغرافي في إقليم كتالونيا الإسباني، تكشف الأرقام عن واقع جديد يعكس التنوع الثقافي الغني الذي يميز الإقليم، حيث يشكل المسلمون أكثر من 8% من إجمالي سكانه، ويساهمون بفعالية في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، معززين التعايش السلمي والتكامل الثقافي.
ووفقًا للمفوضية الإسلامية في إسبانيا، يبلغ عدد المسلمين في كتالونيا نحو 617 ألف نسمة، أي ما يعادل 8.2% من سكان الإقليم، مما يجعله المنطقة الأكثر احتضانًا للمسلمين في إسبانيا، متفوقًا حتى على الأندلس خلال أوج عهدها الإسلامي، وهو ما يعزز دور كتالونيا كمركز للحوار الثقافي والتبادل الاجتماعي.
ويشكل المسلمون في كتالونيا 27% من إجمالي المسلمين في إسبانيا، رغم أن سكان الإقليم لا يمثلون سوى 16% من إجمالي سكان المملكة، وهو ما يدل على الدور الحيوي للمسلمين في الاقتصاد والمجتمع الإسباني. وتحمل الغالبية العظمى من المسلمين في كتالونيا الجنسية الإسبانية، في ظل عمليات التجنيس والاندماج الناجح في المجتمع، حيث تعد الجالية المغربية الأكبر بواقع 235,278 نسمة، تليها الجالية الباكستانية بـ 55,771 نسمة، مما يعكس التنوع داخل المجتمع المسلم.
وعلى الصعيد الديموغرافي، تتمتع الأسر المسلمة بمعدلات إنجاب أعلى من المتوسط، حيث يبلغ معدل الخصوبة لدى النساء المغربيات 2.9 طفل لكل امرأة، مقارنة بطفل واحد فقط للنساء من السكان الأصليين، مما يساهم في تعزيز القوى العاملة الشابة وتحقيق التوازن الديموغرافي في مجتمع يواجه تحديات الشيخوخة.
ورغم بعض المخاوف التي يثيرها البعض حول التغيرات الديموغرافية، تظل تجربة المسلمين في كتالونيا نموذجًا إيجابيًا للاندماج الثقافي والتفاعل الاجتماعي، حيث برزت مساهماتهم في مجالات الاقتصاد، والثقافة، والتعليم، مما يعزز التنوع ويثري المجتمع الإسباني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى