![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-14_23-23-48-780x470.jpg)
حذرت منظمة الصحة العالمية من المخاطر الصحية الجسيمة الناجمة عن تلوث الهواء، مؤكدةً أنه يتسبب في وفاة نحو 7 ملايين شخص سنوياً بشكل مبكر. وأوضحت المنظمة أن 99% من سكان العالم يتعرضون في مرحلة ما إلى هواء غير مطابق لمعايير الجودة التي وضعتها، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب والسرطان.
ويعد تلوث الهواء مشكلة متفاقمة، لا سيما في المدن الكبرى مثل نيودلهي ودكا وجاكرتا، حيث يواجه السكان صعوبة في تجنب استنشاق الهواء المحمّل بالغازات السامة والجسيمات الدقيقة. وتوضح تانوشري جانجولي، من معهد سياسة الطاقة بجامعة شيكاغو في الهند، أن “السماء الزرقاء لا تعني بالضرورة أن الهواء نظيف”، مشيرةً إلى أن الملوثات غير المرئية قد تكون الأخطر على الصحة.
وينتج التلوث الجوي غالباً عن حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والغاز والديزل، إضافة إلى حرق المخلفات الزراعية وحرائق الغابات. وتعد الجسيمات الدقيقة القابلة للاستنشاق، المعروفة بـ (PM2.5)، من أخطر الملوثات، إذ لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرون، مما يسمح لها بالتغلغل عميقاً في الرئتين والتسبب في أضرار صحية خطيرة. كما تساهم الجسيمات الأكبر، (PM10)، في التلوث نتيجة الأنشطة الزراعية والتعدين وحركة المرور.
وإلى جانب الجسيمات العالقة، تشكل الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت خطراً إضافياً، حيث تنتج هذه الملوثات عن احتراق الوقود الأحفوري وتفاقم تلوث الهواء في المدن الصناعية والمزدحمة.
وتختلف مصادر التلوث من منطقة إلى أخرى، ففي جاكرتا تتسبب الدراجات النارية القديمة والغلايات الصناعية في تفاقم المشكلة، بينما يؤدي حرق المخلفات الزراعية إلى ارتفاع مستويات التلوث في مدن الهند وتايلاند. أما في دكا، فإن أفران الطوب التي تعمل بالفحم تزيد من التلوث، في حين تؤدي حرائق الغابات الموسمية إلى انتشار الضباب الدخاني في مناطق مثل البرازيل وأميركا الشمالية.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للحد من التلوث، مثل تقليل الانبعاثات الصناعية واستخدام مصادر الطاقة النظيفة، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية بمخاطر الهواء الملوث وتأثيره على الصحة العامة.