“المسلمون لا يهمون”.. كتاب يكشف عن الإسلاموفوبيا كسياسة ممنهجة في بريطانيا
![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-13_00-51-31-780x470.jpg)
في ضربة مدوية للنظام السياسي البريطاني، كشفت البارونة “سيدة وارسي” في كتابها الجديد “المسلمون لا يهمون” عن حقيقة صادمة مفادها أن الإسلاموفوبيا لم تعد مجرد تحيز شخصي، بل باتت سياسة ممنهجة تُدار من أعلى هرم السلطة. وأضافت أن هذا هو أحد الأسباب التي دفعتها لتقديم استقالتها من العمل السياسي.
وأوضحت مؤسسات صحفية بريطانية أن “وارسي”، التي كانت أول امرأة مسلمة تشغل منصبًا وزاريًا في حكومة لندن، خرجت عن صمتها بعد سنوات من عملها داخل حزب المحافظين، لتفضح المؤامرة الخفية التي تجعل المسلمين في بريطانيا “مواطنين من الدرجة الثانية”. وأكدت بالأدلة أن التمييز ضد المسلمين ليس مجرد ظاهرة شعبية، بل هو “مشروع” تقوده النخب السياسية والإعلامية بوعي تام.
وفي كتابها، تفكك “وارسي” الادعاءات السائدة التي تصور الإسلاموفوبيا على أنها ظاهرة محصورة في الطبقات العاملة، وتكشف بالأرقام والتحليلات كيف أن الطبقات السياسية والإعلامية والثقافية هي المحرك الرئيسي لنشر الكراهية ضد المسلمين. وأشارت إلى أن بعض الشخصيات اليمينية المؤثرة تعمل على تسليح العداء للإسلام وتحويله إلى أداة لتحقيق مكاسب سياسية.
كما توضح “وارسي” كيف يُجبر المسلمون في بريطانيا على معادلة مستحيلة؛ فإذا بقوا بعيدين عن الأضواء، يتم اتهامهم بعدم الاندماج، وإذا شاركوا في الحياة العامة، يتم التشكيك فورًا في ولائهم واعتبارهم تهديدًا. وأكدت أنه حتى الشخصيات المسلمة البارزة لم تسلم من حملات التشويه، وكأن مجرد تواجدهم في أماكن مرموقة يعد “جريمة” تستوجب التحقيق.
وتسلط “وارسي” الضوء في كتابها على النفاق الواضح في تعامل المجتمع البريطاني مع الثقافة الإسلامية، حيث يتم الترحيب بالمأكولات والملابس الإسلامية، بينما يرفض المجتمع البشر أنفسهم.
وفي الفصل الأخير من كتابها، الذي يحمل عنوان “دليل المواجهة”، تقدم “وارسي” استراتيجيات واضحة لمواجهة التحيز والتمييز، وتشدد على ضرورة رفض المسلمين الاعتذار عن هويتهم أو الرضوخ للعنصرية المتفشية. كما تحذر من أن الصمت لم يعد خيارًا، داعية إلى تمرد فكري ضد التطبيع مع الإسلاموفوبيا. وأكدت أن هذا الكتاب ليس مجرد وثيقة توضع على الرف، بل هو أداة للتغيير ونداء عاجل للتحرك قبل فوات الأوان.