![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-11_22-45-28-780x470.jpg)
تصاعد الجدل في إيطاليا مجددًا حول قضية النقاب، بعد تصريحات وزير التعليم جوزيبي فالديتارا التي دعا فيها إلى إصدار قانون وطني يحظر ارتداءه في المؤسسات التعليمية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة بشأن احترام الحريات الدينية وحقوق المرأة في اختيار ملابسها.
جاءت هذه الدعوات عقب الجدل الذي أثير حول خمس طالبات منتقبات في مدرسة بمونفالكوني، حيث يخضعن لإجراءات تحقق من الهوية قبل دخول الفصول الدراسية. وبررت إدارة المدرسة هذه الإجراءات بأنها تهدف إلى تحقيق توازن بين الحق في التعليم ومتطلبات التعرف على الهوية.
غير أن تصريحات فالديتارا بشأن ضرورة وضع قانون وطني لحظر النقاب تعكس توجهًا أوسع لمحاولة فرض قيود على الحجاب في الأماكن التعليمية، وهو ما يتجاوز مجرد المسائل الأمنية ليمس جوهر الحريات الدينية وحق المرأة في اختيار ملابسها وفق قناعاتها.
ومع تصاعد الأصوات المؤيدة للحظر، برزت دعوات أخرى تحذّر من أن مثل هذه الإجراءات قد تدفع الطالبات المنتقبات إلى التخلي عن الدراسة، كما قالت مديرة المدرسة كارميلا بيراينو، مؤكدة أن الهدف الأساسي يجب أن يكون ضمان نجاحهن التعليمي وليس فرض قيود على لباسهن.
من جهة أخرى، أثارت تصريحات حزب الرابطة الذي يسعى لحظر النقاب في الأماكن العامة قلقًا متزايدًا بين المدافعين عن حقوق الإنسان. فبينما يدّعي الحزب أن حظره يهدف إلى حماية المرأة من “الإجبار”، يرى منتقدوه أن ذلك يُعدّ تقييدًا لحريتها الشخصية، خاصة أن العديد من النساء يرتدين النقاب والحجاب عن قناعة دينية واختيار شخصي.
وأصبحت قضية النقاب محورًا للصراعات السياسية في إيطاليا، حيث أيد نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني حظره معتبرًا أنه “لا يتماشى مع القيم الإيطالية”، بينما رد الحزب الديمقراطي المعارض بأن القضية لا تحتاج إلى قوانين جديدة، بل إلى تعزيز الحوار والتفاهم الثقافي.
ويرى المدافعون عن حقوق المرأة أن حظر النقاب لا يحقق الغاية التي يدّعيها مؤيدوه، بل يتسبب في عزل النساء وإقصائهن من الحياة العامة والتعليمية، مؤكدين أن الحرية الحقيقية تكمن في تمكين المرأة من اختيار ما ترتديه، وليس فرض قوانين تجبرها على التخلي عن معتقداتها.
ووسط هذه النقاشات، يبقى التساؤل الأبرز: هل تتجه إيطاليا نحو مزيد من التضييق على الحجاب والنقاب؟ أم أن الحريات الدينية وحقوق المرأة ستظل محمية في ظل النظام الديمقراطي؟ في الوقت الذي تحاول فيه بعض الدول الأوروبية التراجع عن السياسات التقييدية ضد الحجاب، يبدو أن إيطاليا تتجه نحو مسار مغاير قد يعمّق من مشكلات الاندماج والتعددية الثقافية في البلاد.