![](https://shiawaves.com/arabic/wp-content/uploads/sites/3/2025/02/photo_2025-02-11_09-29-31-780x470.jpg)
في مقال افتتاحي ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، تناولت الكاتبة والصحفية الألمانية من أصل إندونيسي “ميرا راوي” الإرث الإسلامي العميق في إسبانيا، مشيرةً إلى أن هذه البلاد ليست سوى امتداد لحضارة إسلامية ازدهرت على أراضيها لسبعة قرون، تاركة بصمتها في المعمار والثقافة والهوية.
وذكرت “راوي” أنها اكتشفت هذه الحقيقة خلال جولة ميدانية في العاصمة مدريد تحت عنوان “الإرث الإسلامي”، والتي دفعتها دراستها الجامعية للالتحاق بها. وقالت: “هذه الحقيقة ليست مجرد صفحات في كتاب التاريخ، بل انعكاس لواقع أوسع عن تشابك الحضارات وتشابه البشر رغم اختلافاتهم الظاهرية”.
وأوضحت أن الهوية ليست مفهومًا جامدًا، بل شبكة معقدة من الروابط المتشابكة، مستشهدةً بقصة مواطن بريطاني تغيّر موقفه من الألمان بعد اكتشاف أصوله الألمانية عبر اختبار الحمض النووي.
وتساءلت “راوي” عن أسباب الانقسام الحاد بين الشرق والغرب، مشيرةً إلى دور الاستشراق في ترسيخ صورة نمطية مظلمة عن الشرق. وأكدت أن هذه الصور لم تكن مجرد خيالات، بل أدوات سياسية واجتماعية لتعزيز مفهوم “الآخر”.
وخلال جولتها في مدريد، لاحظت “راوي” كيف بُنيت المدينة فوق إرث الأندلس، حيث تتداخل الأحجار الإسلامية مع المباني الحديثة، ما يؤكد أن الحضور الإسلامي لم يكن مجرد فترة حكم، بل نموذجًا نادرًا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود، في وقت كانت فيه أوروبا غارقة في العصور المظلمة.
واختتمت الصحفية مقالها بالتأكيد على أن ما يبدو غريبًا ليس سوى انعكاس لأنفسنا، موضحةً أن الغرب لم يكن معزولًا عن الإسلام يومًا. وفي ظل الهجرة والتواصل المتزايد، يصبح من المستحيل الانتماء إلى هوية واحدة فقط، ما يستدعي تجاوز التصنيفات الضيقة والتعمق في فهم خيوط التاريخ والإنسانية الممتدة داخل الجميع.