أخبارالعالم

باحث إسلامي يحذر من خطر القومية العدوانية ويدعو إلى وحدة المجتمع الهندي

في خطاب ناري خلال مؤتمر حاشد عقد في مقر الجماعة الإسلامية بالهند، وجه الباحث الإسلامي البارز مولانا عبد الحميد نعماني تحذيرات قوية من تصاعد خطر القومية العدوانية التي تهدد تمزيق النسيج الثقافي والاجتماعي للهند، داعياً إلى التصدي لهذه الأيديولوجيات الهدامة عبر التوعية والتثقيف.
وألقى نعماني، خلال ندوة بعنوان “هجوم القومية العدوانية: الوقاية والعلاج”، الضوء على الادعاءات التاريخية الزائفة حول “مسجد جامع” في بلدة سامبال بولاية أوتار براديش، مؤكدًا أن جميع نسخ موسوعة “بابارناما” لا تتضمن أي إشارة إلى تدمير معبد لبناء المسجد، واصفًا تلك الادعاءات بـ”الكذبة الكبرى” التي تستهدف إثارة الفتن.
وفي سياق تصديه للهجمة الإعلامية على المسلمين، أشار نعماني إلى استهداف شخصيات دينية وثقافية إسلامية مثل الإمام علي (عليه السلام) واللغة الأردية، مقابل تمجيد رموز هندوسية، معتبرًا ذلك جزءًا من مشروع خطير لتشويه الهوية الوطنية وخلق “عدو دائم” لتبرير سياسات القومية المتطرفة.
وفي تحذير شديد اللهجة، شبّه نعماني كتاب “أمتنا”، الذي ألفه جورو جولوالكار عام 1939، بمنهجية النازية في ألمانيا، مشددًا على أن الهند قد تواجه كارثة إذا استمرت هذه السياسات الإقصائية. وأكد أن القومية الحقيقية تقوم على الاعتراف بجميع مكونات المجتمع، مشيرًا إلى أن التقاليد الهندوسية القديمة تحتوي على مبادئ تدعم قيم العدل والتسامح.
من جانبه، أكد البروفيسور سليم المهندس، نائب رئيس جامعة “جي آي إتش”، أن الخلط المتعمد بين الهندوسية كدين والـ”هندوتفا” كأيديولوجية سياسية يشكل سلاحًا طائفيًا يهدف إلى إذكاء الفتن والكراهية، مشيرًا إلى أن غالبية الشعب الهندي لا يؤيدون هذه الأيديولوجية المتطرفة بل يتم استغلالهم عبر الإعلام المضلل.
واختتم نعماني الندوة بدعوة ملحَّة إلى كشف زيف الدعاية القومية المتطرفة، مؤكدًا أن الحضارات التي قامت على الكراهية والإقصاء لم تستمر طويلًا، وأن الحفاظ على وحدة الهند وتنوعها الثقافي هو الضامن الوحيد لاستقرار البلاد وازدهارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى