أكد الكاتب الفنلندي المسلم “طاهر أحمد” في مقالٍ ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أن المخاوف الغربية من ما يُعرف بـ “الخطر المحمدي” التي ظهرت في بداية القرن العشرين لا تزال تؤثر في الخطاب السياسي المعاصر، على الرغم من كونها مجرد أسطورة تاريخية تغذت عبر الأيديولوجيات السياسية والتصورات المشوهة عن الإسلام.
وأشار “أحمد” إلى أن هذه المخاوف، التي ارتبطت بفكرة “الجهاد العالمي” و”طرد الأوروبيين” من آسيا وأفريقيا، استُخدمت لتبرير السياسات الاستعمارية والتعبئة الثقافية ضد المسلمين، مشدداً على أن هذا التهديد المزعوم لا يمت للحقيقة بصلة.
وسلط الكاتب الضوء على مقال للمؤرخ الأمريكي “كروفورد إتش توي” نُشر عام 1905، والذي وصف هذه المخاوف بالمبالغة، مؤكدًا أن مفهوم “الجهاد” في الإسلام هو سعي سلمي نحو الحق، وليس دعوة للحروب المقدسة كما يُروج له. وأوضح “توي”، الذي كان أستاذًا بجامعة هارفارد، أن النبي محمداً (صلى الله عليه وآله) لم يكن يحرض على العنف ضد غير المسلمين، بل أظهر تسامحًا لافتًا في التعامل مع الأديان الأخرى، في وقت كانت فيه بعض القوى المسيحية تستخدم العنف لنشر دينها.
وأضاف الأكاديمي الأمريكي أن الدول الإسلامية في تلك الفترة كانت تحت هيمنة القوى الاستعمارية الأوروبية، مما يجعل فكرة “التهديد الإسلامي” غير واقعية. وأكد أن التنظيمات الإرهـ،ـابية التي تظهر في العصر الحديث هي استثناء وليست قاعدة، داعيًا إلى رفض الربط بين الإسلام والعنف.
وفي ختام مقاله، دعا “أحمد” إلى ضرورة التحرر من المفاهيم الخاطئة والأساطير المتعلقة بالإسلام، مشيرًا إلى أن التصالح مع الحقائق التاريخية وفهم الإسلام بعيدًا عن التشويه والتطرف هو السبيل لتحقيق عالم أكثر انسجامًا وسلامًا.