طوكيو – يواجه المسلمون في اليابان موجة من الخطاب العدائي والتعليقات العنصرية في ظل تصاعد التوترات حول إنشاء مقابر إسلامية، حيث تراوحت ردود الفعل بين رفض اجتماعي وسياسي حاد وتعليقات صادمة، مثل “ادفن نفسك في بلدك” و “عد إلى وطنك إذا كنت لا تفهم قوانين اليابان”.
وذكرت صحيفة “أنسين يابان Unseen Japan” في تقرير خاص ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أن المعركة من أجل إنشاء مقابر إسلامية تواجه معارضة شديدة رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها الجمعيات الإسلامية للتوصل إلى اتفاق مع السكان المحليين.
وأوضحت الصحيفة أن مدينة “إيباراكي” شهدت إلغاء مشروع مقبرة إسلامية بعد ضغوط اجتماعية وسياسية، بينما تواجه محاولة أخرى في بلدة “هيجيماشي” بمدينة “أويتا” خطر الإلغاء عقب انتخاب رئيس بلدية يعارض المشروع بشدة.
في المقابل، شهدت مدينة “مياغي” موقفًا مغايرًا، حيث أعلن المحافظ “يوشيهيرو موراي” في مؤتمر صحفي أن “المقبرة يجب أن تُقام رغم الانتقادات”، مؤكدًا أن التنوع السكاني المتزايد يستوجب مراعاة احتياجات الجاليات الإسلامية. وقال: “مع ازدياد عدد الأجانب، يزداد أيضًا عدد الأشخاص الذين يتزوجون وينجبون أطفالًا، وهناك يابانيون يعتنقون الإسلام ويرغبون في دفن إسلامي”.
وفي مواجهة التعليقات العنصرية التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، شدد “موراي” على أهمية احترام حقوق المسلمين قائلاً: “هناك أشخاص لديهم عائلات هنا وآخرون جاءوا بمفردهم، وليس لديهم خيار سوى أن يُدفنوا هنا”.
وقد أثارت تصريحات المحافظ جدلاً واسعًا بين مؤيدين يرون في التنوع فرصة لتطور المجتمع الياباني ومعارضين يتمسكون بالثقافة والتقاليد المحلية ويرفضون أي تغييرات تتعلق بالممارسات الدينية للمهاجرين.
ويظل السؤال معلقًا حول مستقبل هذه الأزمة: هل ستتحول حقوق المسلمين إلى قضية وطنية تهدد الاستقرار الاجتماعي؟ أم ستتمكن اليابان من إيجاد حلول تتماشى مع تنوعها المتنامي؟