تقرير حقوقي يكشف: جزيرة القرم تحولت إلى سجن كبير للمسلمين التتار

أصدرت مجموعة حماية حقوق الإنسان في إقليم “خاركيف” الأوكراني تقريراً حديثاً يكشف عن تصعيد خطير ضد مسلمي شبه جزيرة القرم، وخصوصاً المسلمين التتار المعارضين لضم روسيا للجزيرة عام 2014.
التقرير، الذي أعدّته الباحثة في جامعة “أكسفورد”، ليليان تريكي، يصف الأوضاع في القرم بأنها “حملة اضطهاد ممنهجة” بقيادة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. ومنذ عام 2015، بدأت السلطات الروسية اعتقالات جماعية، أبرزها اعتقال “أختيم شيغوز”، أحد قادة التتار، بتهم إرهـ،ـابية وُصفت بأنها مفبركة.
وسلّط التقرير الضوء على معاناة المعتقلين المسلمين، مثل رجل الدين “رُسلان زيتولاييف”، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهم ملفقة، وفقاً للتقرير. واتهمت المجموعة الحقوقية روسيا باستخدام شهادات مزيفة وأدلة غير قانونية لتبرير هذه الأحكام، مع توسيع حملات القمع لتطال النشطاء وأفراد عائلاتهم.
وأشار التقرير إلى قرار المحكمة العليا الروسية في عام 2023 بتصنيف بعض الأحزاب الإسلامية كمنظمات إرهـ،ـابية دون تقديم أدلة كافية، وهو تصنيف يُستخدم لإصدار أحكام بالسجن تصل إلى 20 عاماً.
وأكدت الباحثة أن هذه الإجراءات تُعد خرقاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، الذي يمنع الدول المحتلة من فرض تشريعاتها السيادية على الأراضي المحتلة، مشيرةً إلى أن استمرار موسكو في تطبيق قوانينها بالقرم يضعها في مواجهة مباشرة مع المعايير الدولية.