مأساة جديدة في كورام الباكستانية: المساعدات الإنسانية تحت رحمة المسلحين!
في تطور خطير يعكس عمق الأزمة الأمنية التي تعصف بمنطقة “كورام” شمال غربي باكستان، هاجم مسلحون مساء يوم الخميس، قافلة إمدادات حيوية كانت تحاول الوصول إلى المنطقة المحاصرة، مخترقةً بذلك هدنة هشّة دعت القبائل المتحاربة إلى إلقاء السلاح.
القافلة التي تألفت من (33) مركبة كانت تحمل مواد غذائية ومساعدات طبية، كانت قد تعرضت لوابل من النيران في كمين مروّع، أسفر عن مقتل أحد أفراد الأمن وإصابة ثلاثة آخرين، وفقاً لمصادر في الشرطة المحلية، كما اشتعلت النيران في عدد من الشاحنات، ما أدى إلى تدمير الإمدادات الحيوية.
وعلى الرغم من اتفاقيات وقف إطلاق النار العديدة، والتي كان آخرها في مطلع كانون الثاني الجاري، إلا أن العنف لم يتوقف، حيث أسفرت الجولة الأخيرة من الاشتباكات الطائفية منذ إندلاعها في تشرين الثاني من العام الماضي، عن مقتل (140) شخصًا على الأقل، في منطقة أصبحت شبه معزولة بسبب حدة القتال.
هذا وقد وصف المسؤول الأمني “سهيب غول” الهجوم الأخير بأنه “ضربة جديدة لمحاولات إيصال المساعدات”، مشيرًا إلى أن الشاحنات التي نجت من الهجوم، قد انسحبت من المنطقة، بينما بقيت أخرى عالقة تحت تهديد المسلحين، فيما أكّد المتحدث باسم إدارة منطقة “كورام”، “محمد أشفق خان”، إن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها قوافل المساعدات للهجوم، حيث إنتهت محاولات سابقة لنقل الإمدادات عبر الطرق البرية بمآسٍ بليغة، وسط غياب أفق للحل.
يذكر أن منطقة “كورام”، التي تعد موطنًا للسنة والشيعة على حد سواء، كانت قد شهدت عبر عقود طويلة، اشتباكات دامية، تغذيها خلافات على الأراضي تحولت بسرعة إلى صراعات طائفية مدمرة.