تصاعد التضييق على المسلمين في الصين: اختبارات ولاء حزبية لأئمة الجوامع
في إطار تصعيد سياسات التضييق على المسلمين، أطلقت السلطات الصينية في مقاطعة “هونان” برنامجاً مثيراً للجدل يستهدف أئمة قومية “هوي” المسلمة، حيث يُجبرون على اجتياز اختبارات صارمة تركز على الولاء للحزب الشيوعي الحاكم بدلاً من التعاليم الإسلامية.
البرنامج، الذي بدأ تطبيقه في مدينة “شاويانغ” منذ ديسمبر 2024، يفرض على الأئمة دراسة خطابات الرئيس الصيني شي جين بينغ ولوائح الحزب المتعلقة بالدين، ويختبر معرفتهم بها في خطوة تُشرف عليها الجمعية الإسلامية المحلية المرتبطة بحكومة الحزب الشيوعي.
وتشمل الاختبارات أسئلة عن السياسات الدينية الوطنية، لوائح مقاطعة “هونان”، والتدابير الإدارية للمساجد، حيث يروج البرنامج لما تسميه السلطات “تعزيز الوعي السياسي والقانوني”. لكن العبارة الأكثر إثارة للجدل كانت “الإدارة الصارمة للممارسات الدينية”، التي تشير إلى تدخل مباشر من “الجبهة المتحدة” التابعة للحزب الحاكم لضمان السيطرة الكاملة على النشاط الديني.
مراقبون يرون أن هذه الخطوة جزء من استراتيجية أوسع تستهدف إحكام القبضة السياسية على المجتمعات الدينية، مما يعكس التراجع في الثقة حتى بالجمعيات الدينية التي تسيطر عليها الحكومة نفسها.
مدينة “شاويانغ”، التي تضم نحو 40 ألف مسلم من قومية “هوي”، أصبحت نموذجاً واضحاً لهذه السياسات التي تهدد الحريات الدينية وتثير قلقاً واسعاً حول مستقبل الإسلام في الصين.
البرنامج يعكس تصعيداً ملحوظاً في التدخل الحكومي، حيث يُنظر إليه كأداة لتصفية الهوية الدينية وإجبار المجتمعات الإسلامية على التماهي مع أيديولوجية الحزب الشيوعي، وسط اتهامات متزايدة للصين بانتهاك حقوق الأقليات الدينية وتجاهل الالتزامات الدولية المتعلقة بحرية الدين والمعتقد.