باكستان: اتفاق السلام في “كورام” يتحول إلى معركة حاسمة ضد المخابئ القتالية

في مشهد مثير وغير مسبوق، انطلقت في منطقة “كورام” بإقليم “خيبر بختونخوا” الباكستاني، أمس الثلاثاء، عملية أمنية كبرى تهدف إلى تدمير المخابئ التي كانت رمزًا للصراع الدموي بين قبائل الشيعة والسنة.
العملية، التي جاءت بعد اتفاق سلام تاريخي وتوجيهات حكومية صارمة، تهدف إلى إنهاء حالة العنف التي أودت بحياة (133) شخصًا خلال الفترة الأخيرة فقط، وتركت المنطقة على صفيح ساخن لسنوات طوال.
وأعلن نائب المفوض العام لشرطة الإقليم، “أشفق خان” عبر تصريح صحفي، أن القوات الأمنية هدمت أربعة مخابئ رئيسية في منطقتي “باليشخيل”، و”خرکالي”، في عملية وصفت بأنها “تطهير جذري”، حيث تم تنفيذ العملية تحت حماية أمنية مشددة بإشراف مشترك من قبل الشرطة، وفيلق الحدود، وقوات الجيش، مما يسلط الضوء على خطورة الوضع وأهمية الخطوة.
وفي الإطار ذاته، فقد أكد المفوض العام “المعتصم بالله” إن هذه الإجراءات تتم تحت أعين لجنة السلام الحكومية ولجنة “جرجة كبرى” المكونة من وجهاء وشيوخ الإقليم، مما يعكس توافقًا واسعًا بين الأطراف المحلية لإنهاء دائرة العنف، مضيفاً أن هذه العملية تمثل نقطة تحول في استعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.
من جانبه وصف المتحدث باسم حكومة “خيبر بختونخوا”، “باريستر سيف”، العملية بأنها “ضرورية وحتمية” لضمان تنفيذ اتفاق السلام الأخير بين قبيلتي “العليزاي” و”الباغان”، حيث يمثل الاتفاق الذي تم توقيعه عقب الاشتباكات الطائفية الأخيرة، بصيص أمل لسكان المنطقة الذين أنهكتهم النزاعات.
تجدر الإشارة إلى أن عملية هدم المخابئ بهذا الكم من التواجد الحكومي، ليست مجرد إجراء أمني وحسب، وإنما رسالة واضحة بأن السلام بات ضرورة لا رجعة فيها، وأن أي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ستُواجه بحزم غير مسبوق.