لا تزال حرائق الغابات تجتاح مناطق واسعة من لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، لتترك المدينة التي طالما اشتهرت بصناعة السينما وكأنها منطقة حرب. على مدار أربعة أيام، تحولت أحياء كاملة إلى أنقاض، حيث التهمت النيران المنازل والمباني، وغطت السيارات المحترقة الطرق، فيما خنق الدخان الكثيف السماء وأجبر السكان على ارتداء الأقنعة.
في أحياء مثل باسيفيك باليساديس وألتادينا، التقطت صور جوية تظهر مدى الدمار الشامل، إذ لم يتبق سوى رماد حيث كانت تقف المنازل. وبينما عبر بعض الناجين عن امتنانهم للبقاء على قيد الحياة، غلبت الدموع كثيرين على فقدان منازلهم وسط حالة من الضياع بشأن المستقبل المجهول.
الحرائق، التي تعد واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ كاليفورنيا، أسفرت عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وألحقت أضرارًا جسيمة بأكثر من 10 آلاف مبنى، مع تقديرات للأضرار والخسائر تصل إلى ما بين 135 و150 مليار دولار. ووسط هذه الأزمة، فرضت السلطات حظر تجوال لحماية الممتلكات التي تم إخلاؤها من السكان، مع تحذيرات صارمة من مغبة التواجد في المناطق المتضررة.
لم تكن الخسائر مادية وبشرية فقط، بل أثرت الكارثة على مختلف جوانب الحياة اليومية في لوس أنجلوس. أُغلق متنزه “يونيفرسال ستوديوز” الترفيهي، وتوقف تصوير العديد من الأفلام والمسلسلات، وأُرجئت ترشيحات جوائز الأوسكار، فيما ألغيت فعاليات رياضية بارزة، بما فيها مباراة لفريق لوس أنجلوس ليكرز.
أما الرياح القوية المعروفة بـ”سانتا آنا”، التي بلغت مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد، فزادت من صعوبة جهود الإطفاء. وعلى الرغم من تراجعها الطفيف يوم أمس، إلا أن استمرار الجفاف يجعل احتمال السيطرة على الحرائق بعيد المنال.
الرئيس الأميركي جو بايدن وصف الوضع بأنه أشبه بـ”ساحة حرب”، فيما أكد خبراء أن التغير المناخي بات عاملًا رئيسيًا وراء زيادة شدة وتكرار هذه الكوارث. ومع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المستمر، تستمر كاليفورنيا في مواجهة تحديات متزايدة تتطلب استجابات سريعة وحلولًا مستدامة.