شهد مطار “شارلوت دوغلاس” الدولي بولاية “نورث كارولينا” الأمريكية، حادثة أثارت موجة من الغضب والقلق، حيث تمت سرقة نسختين من القرآن الكريم من المصلى الخاص بالأديان المختلفة، فيما وُضعت مكانهما ملاحظة مكتوبة بخط اليد تحمل إهانة دينية لكتاب الله الكريم.
وكانت المديرة المشاركة للمصلى، القس “أليس وايت”، أول من اكتشف جريمة السرقة أثناء وجودها في مكتب المصلى، وفي تصريح لصحيفة “شارلوت أوبزيرفر” ترجمته وكالة “أخبار الشيعة”، أكدت أن “الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقبل ستة أشهر، وقعت حادثة أخرى عندما قام شخص غاضب بثقب الحائط بسبب وجود القرآن الكريم على المنبر”.
وأضافت “وايت” أن المشتبه به في الحادثة الأخيرة كان رجلًا أبيض في الثلاثينات من عمره، مضيفةً أنها لاحظت وجوده في المصلى ظهر يوم الواقعة، حيث بادرها بتحية جافة مستهدفاً اسمها المكتوب على شارتها، وبعد مغادرته بفترة قصيرة، اكتشفت رسالة موجهة إليها تركها تحت باب مكتبها، والتي حملت اتهامات ضدها بالهرطقة لسماحها بوجود المصحف الكريم ضمن حدود المركز المتعدد الأديان.
ويعتبر المصلى الخاص بالمطار، مكانًا مخصصًا لتوفير أجواء روحية لمختلف الأديان، حيث يحتوي على نسخ من الإنجيل والتوراة والقرآن الكريم، وعلى الرغم من عدم وجود أي متطوعين مسلمين ضمن العاملين بالمصلى، إلا أنه يُعد ملاذًا للمسافرين المسلمين، حيث تم توفير سجادات صلاة إسلامية وموجهة مسبقاً نحو قبلة المسلمين، إلا أن الحادثة قد أثارت تساؤلات حول أمن المصلى، حيث قال الشماس الكاثوليكي “جورج سيزالوني” إن “مجلس إدارة المصلى كان يرفض دائمًا تركيب كاميرات مراقبة حفاظًا على الخصوصية، إلا أن الأحداث الأخيرة قد تدفع المجلس لإعادة النظر في هذا القرار”.
وفي ظل الحادثة، أعلن ممثلو “المركز الإسلامي” في مدينة “شارلوت” عن تبرعهم بنسختين إضافيتين من القرآن الكريم لتعويض المسروقات، ومن جهتها، وصفت العضو الكاثوليكي في مجلس المصلى، “باربرا جادي”، الحادثة بأنها “مؤلمة وغير مبررة”، مؤكدة أن المصلى سيبقى مكانًا للتسامح بين الأديانز.