انخفاض درجات الحرارة وارتفاع أسعار الوقود تفاقم معاناة الشتاء في أفغانستان

تشهد أفغانستان أزمة حادة مع دخول فصل الشتاء، حيث أدى ارتفاع أسعار الوقود، خاصة الغاز المسال، إلى تفاقم معاناة المواطنين في العاصمة كابول والمناطق الأخرى. وأفاد سكان كابول أن سعر الغاز المسال ارتفع بشكل ملحوظ ليصل إلى 65 أفغانيًا للكيلوغرام، مقارنة بـ 45 أفغانيًا قبل بداية فصل الشتاء، مما أثر بشكل كبير على قدرتهم على تحمل تكاليف التدفئة.
ومع انخفاض درجات الحرارة، تزايد الطلب على وقود التدفئة بشكل كبير، ما أدى إلى زيادة ملحوظة في الأسعار في الأسواق المحلية. ويواجه الكثير من السكان، الذين يعانون بالفعل من الفقر والبطالة، تحديات كبيرة في تدبير تكاليف الوقود، ما يجبرهم على تحمل درجات حرارة متجمدة في ظروف معيشية صعبة.
وقد أبدى العديد من المواطنين قلقهم بشأن صحة الأطفال في ظل الطقس البارد وارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن تكلفة الوقود أصبحت تمثل عبئًا إضافيًا لا يمكن تحمله في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة. وأكد البعض على التفاوت الكبير في الأسعار بين التجار المختلفين داخل المدينة، ما يزيد من صعوبة توفير الوقود بأسعار معقولة.
وتزامن هذا الارتفاع في أسعار الوقود مع تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان، حيث يعاني ملايين الأفغان من نقص في الغذاء والموارد الأساسية. وقد أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن الأسر الأفغانية تواجه صعوبة في اتخاذ قرارات بين توفير التدفئة في منازلهم أو إطعام أطفالهم، في ظل تدهور الوضع المعيشي.
وبحسب آخر الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 23 مليون شخص في أفغانستان سيحتاجون إلى المساعدات الإنسانية بحلول عام 2025، مما يعكس الحاجة الملحة إلى التدخل العاجل لتخفيف معاناة المواطنين في البلاد.