أخبارالعالم الاسلاميسوريا

احتجاجات مسيحية حاشدة في سوريا تندد بالاعتداءات على المقدسات والرموز الدينية

شهدت العديد من المدن السورية التي تقطنها أغلبية مسيحية، عشية عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، خروج عشرات الآلاف من المسيحيين في مظاهرات احتجاجية تندد بالانتهاكات التي طالت المقدسات والرموز الدينية المسيحية.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف الاعتداءات على الكنائس والمعابد المسيحية، مندّدين بما وصفوه بـ”التدمير الممنهج” الذي تتعرض له الأماكن المقدسة على يد المجموعات الجهادية، خاصة تلك التابعة لهيئة تحرير الشام.
وجاءت هذه الاحتجاجات في أعقاب تقارير حقوقية توثق تدميرًا واسع النطاق للكنائس والمعابد المسيحية في عدة مناطق بسوريا، حيث أظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة مشاهد لتحطيم الصلبان، وتدمير تماثيل مريم العذراء، واعتداءات أخرى استهدفت الرموز المسيحية.
كما أشارت المنظمات الحقوقية إلى أن هذه الاعتداءات لم تقتصر على تدمير الممتلكات، بل شملت جرائم قتل وخطف وتعذيب بحق الأهالي المحليين، وسط تعتيم إعلامي مستمر. ولفتت التقارير إلى أن غالبية هذه الجرائم تحدث في المناطق التي تسكنها الأقليات الدينية أو الطوائف غير المتماشية مع أيديولوجيا الجماعات المتطرفة.
وفي المدن ذات الأغلبية المسيحية مثل حمص، حلب، ودمشق القديمة، خرج المتظاهرون حاملين الصلبان ولافتات تطالب بوقف الانتهاكات وحماية الحريات الدينية. وطالب المشاركون في الاحتجاجات المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذه الممارسات، التي وصفوها بأنها تمثل تهديدًا مباشرًا للتنوع الديني والثقافي في البلاد.
وأكد العديد من المتظاهرين أن الاعتداءات لا يمكن تصنيفها كـ”تصرفات فردية”، مشددين على أنها تعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الدينية والثقافية للأقليات.
ودعت منظمات حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيقات دولية شاملة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، ووصفت الانتهاكات بأنها “ضربة قاسية” لحقوق الإنسان في سوريا، وحذرت من تداعياتها على النسيج الاجتماعي الهش للبلاد.
ويأتي الغضب الشعبي في وقت يعاني فيه السوريون من أزمات متعددة، مما يجعل تصاعد الاعتداءات على المقدسات والرموز الدينية سببًا إضافيًا لتأجيج التوترات في المجتمعات المحلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى