اليمن يواجه أزمة كوليرا قاتلة: 861 وفاة وآلاف الإصابات منذ بداية 2024
أفادت منظمة الصحة العالمية بارتفاع عدد وفيات الكوليرا في اليمن إلى 861 حالة منذ مطلع عام 2024، في ظل استمرار تفشي المرض وانتشاره بوتيرة متزايدة. وذكرت المنظمة أن المرض شهد تصاعدًا واضحًا منذ مارس/آذار الماضي، ليبلغ ذروته في يوليو/تموز، عندما تم تسجيل أكثر من 10,000 حالة جديدة أسبوعيًا.
وخلال الفترة الممتدة من الأول من يناير/كانون الثاني إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بلغ إجمالي الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا 245,776حالة، هذه الأرقام تعكس حجم التحديات الصحية في بلد يعاني نظامه الصحي من الانهيار نتيجة سنوات من الحرب والصراع.
على الرغم من الجهود المستمرة لاحتواء الوباء، لا تزال هناك عقبات كبيرة تعيق التقدم. الفيضانات والأمطار الغزيرة أسهمت في انتشار الكوليرا بشكل أوسع، فيما تزيد الأوضاع الأمنية المتدهورة من صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة لتقديم العلاج والإغاثة.
الأزمة الصحية في اليمن لا تقتصر على الكوليرا؛ إذ تفشت في البلاد أمراض أخرى مثل الحصبة وحمى الضنك والملاريا، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي. هذه التحديات تأتي في سياق سنوات من الحرب التي بدأت في 2014، ما أدى إلى صراع مدمر في اليمن.
القطاع الصحي، الذي كان هشًا قبل الحرب، تعرض لضربات قاسية خلال النزاع، مما جعل اليمن يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة. ومع التهدئة النسبية للصراع منذ أبريل/نيسان 2022، ما زالت آثار الحرب طويلة الأمد تلقي بظلالها على حياة الملايين، مع تفاقم الأزمات الصحية والإنسانية.
وفي ظل هذه الظروف، تُطالب منظمة الصحة العالمية بتكثيف الجهود الدولية لدعم اليمن وتقديم المساعدات اللازمة لاحتواء انتشار الكوليرا وغيره من الأمراض، مؤكدة أن الحاجة ملحة لتوفير تدخلات إنسانية عاجلة تنقذ أرواح اليمنيين.