“خوفاً من الاضطهاد”.. شيعة سوريا يحاولون الفرار إلى لبنان
حاول عشرات من المسلمين الشيعة في سوريا، خلال الأيام الماضية، الفرار إلى لبنان، خوفاً من الاضطهاد عقب التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد، ومنها فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من دمشق وسيطرة جماعات مسلحة معارضة على مناطق واسعة كانت تحت سيطرته.
وأفادت مصادر محلية بأن أغلب الفارين ينتمون إلى منطقة السيدة زينب في دمشق، حيث دفعهم الخوف من الانتقام الطائفي إلى مغادرة منازلهم. ومع ذلك، واجه العديد منهم مصاعب كبيرة، إذ وجدوا أنفسهم عالقين في مناطق حدودية بين سوريا ولبنان، غير قادرين على دخول الأراضي اللبنانية بسبب القواعد الصارمة التي تحدّ من تدفق اللاجئين.
وأكدت التقارير أن الحكومة اللبنانية تسمح فقط بدخول السوريين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية أو إقامة في لبنان أو وثائق سفر إلى بلد آخر، ما ترك العائلات الشيعية السورية التي تفتقر إلى هذه الأوراق عالقة في مناطق حدودية قاحلة.
ويأمل هؤلاء اللاجئون في البحث عن الأمان في لبنان، الذي يستضيف حالياً ما يقرب من مليون لاجئ سوري، ويعيش معظمهم في مخيمات مؤقتة. إلا أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان تزيد من صعوبة استيعاب المزيد من اللاجئين، ما يفاقم معاناة العائلات العالقة على الحدود.
وقال مصدر أمني لبناني عند معبر المصنع الحدودي: “القواعد واضحة، لا يُسمح بالدخول إلا لمن يملك الوثائق المطلوبة. نحن نتبع التعليمات، ولا يمكننا السماح لهؤلاء بالدخول ما لم تأتِ أوامر جديدة من الحكومة”.
منذ الإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، توافدت مئات العائلات الشيعية السورية إلى الحدود، لكن القوانين المشددة ومحدودية الموارد اللبنانية تترك مستقبلهم في مهب الريح.