أخبارالعالم

اليوم العالمي لذوي الإعاقة: تذكير بأهمية الوعي الاجتماعي وتحقيق التكافؤ

يحتفل العالم في الثالث من ديسمبر باليوم العالمي لذوي الإعاقة، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1992 لتعزيز الوعي العام حول القضايا التي تواجه هذه الفئة من الأشخاص، وتشجيع تكاملهم في جميع جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والثقافية.
يعد هذا اليوم فرصة للتأمل في التحديات اليومية التي يواجهها ذوو الإعاقة، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 10 إلى 15 بالمئة من سكان العالم يعانون من إعاقات جسدية أو حسية أو عقلية. وتؤدي هذه الإعاقات إلى صعوبة كبيرة في التفاعل مع بيئتهم المحيطة، سواء من خلال المعوقات الاجتماعية أو البيئية التي تجعل حياتهم أكثر تحديًا.
وتواجه النساء ذوات الإعاقة تحديات مضاعفة، حيث يعانين من التمييز المرتبط بالإعاقة بالإضافة إلى الفروق الجنسانية التي تزيد من معاناتهن. وقد يواجهن أشكالًا من العنف والرفض الاجتماعي التي تتفاقم بسبب نظرة المجتمع إليهن.
ويظل المجتمع الإيراني مثالًا حيًا على تلك المعاناة، حيث تعيش بعض الفتيات ذوات الإعاقة ظروفًا اقتصادية وثقافية صعبة للغاية، مما يضاعف من عزلهن ويزيد من ألميهن. تروي قصص حية لأشخاص ذوي إعاقة في إيران معاناتهم اليومية من نقص الرعاية الصحية، وفرص التعليم، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
تقول “رومينا. م”، وهي فتاة في السادسة عشرة من عمرها، كانت تحلم بأن تصبح قادرة على المشي والذهاب إلى المدرسة، لكن حادثًا أدى إلى إصابتها بشلل في العمود الفقري ليحرمها من هذه الفرص. تعكس “رومينا” بذلك معاناة ملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من نقص الدعم المجتمعي والتجاهل المتواصل لاحتياجاتهم.
من جهة أخرى، تتحدث والدتها عن المشاكل الاقتصادية التي تواجهها الأسرة بسبب عدم تقديم الدعم الكافي من قبل المؤسسات الحكومية، حيث تضطر لتغطية تكاليف الرعاية الصحية الخاصة بابنتها من ميزانية الأسرة المحدودة، وهو ما يعكس إهمال المؤسسات الاجتماعية في توفير الاحتياجات الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة.
تتضاعف هذه المعاناة مع مشاكل أخرى، مثل نقص وسائل النقل المخصصة لذوي الإعاقة، ضعف القوانين الخاصة بتوظيفهم، كما أن قلة الفرص التعليمية والرياضية تحول دون تمكينهم من العيش بحرية واستقلالية. وبالرغم من أن هناك قوانين تدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في بعض البلدان، إلا أن تنفيذ هذه القوانين يبقى تحديًا كبيرًا بسبب نقص الوعي الثقافي والتجاهل المجتمعي.
وفي ظل هذه الظروف، يُعتبر اليوم العالمي لذوي الإعاقة بمثابة تذكير للمجتمع الدولي بضرورة تغيير النظرة السلبية تجاه هذه الفئة، وتوفير فرص متساوية للجميع بعيدًا عن العوائق المادية والمعنوية. ويجب على المجتمع أن يسعى لإدماج هؤلاء الأشخاص في المجتمع بشكل حقيقي، من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير الدعم النفسي والمالي الكافي، كي يتمكن ذوو الإعاقة من العيش بكرامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى