بقلوب يغمرها الحزن والأسى، احتشدت جموع المؤمنين في مختلف أنحاء العالم لإحياء ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، تلك الشخصية العظيمة التي شكّلت نموذجاً فريداً في التضحية والدفاع عن القيم والمبادئ الإسلامية.
في أجواء مفعمة بالخشوع والإيمان، أقيمت مجالس العزاء الفاطمي في العتبات المقدسة والمراقد الطاهرة، بالإضافة إلى الحسينيات والشوارع والمراكز الإسلامية. وبرز بيت المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في مدينة قم المقدسة كأحد أبرز مراكز هذه الشعائر، حيث يولي سماحته اهتماماً بالغاً بإحياء الأيام الفاطمية على اختلاف الروايات، تأكيداً على أهمية هذه المناسبة في ترسيخ ارتباط الأمة بأهل البيت عليهم السلام.
وتخلّلت المجالس خطبٌ مؤثرة تناولت المصاب الجلل الذي حلّ ببيت النبوة عقب استشهاد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وما أعقب ذلك من مظالم وجور على السيدة الزهراء سلام الله عليها حتى استشهادها واستشهاد جنينها المحسن عليه السلام.
كما أكّد الخطباء في تلك المجالس على دور السيدة الزهراء عليها السلام في الدفاع عن القيم والعدالة، مشيرين إلى أن إحياء ذكرها لا يقتصر على استذكار المصيبة فحسب، بل يعزز وحدة الأمة الإسلامية ويُبرز القيم التي ناضلت من أجلها.
وامتدت هذه الشعائر لتشمل أنحاء العالم، حيث توافد المحبون من مختلف الطوائف والجنسيات على زيارة العتبات المقدسة للتعبير عن ولائهم للسيدة الزهراء عليها السلام، في مشهد يعكس مدى تأثير نهجها العميق في قلوب المؤمنين.
ومع استمرار هذه الجهود المباركة، يُعرب المرجع الشيرازي عن أمله في أن تتسع رقعة هذه الشعائر لتصل إلى كل بقعة في العالم، وتصبح رسالة السيدة الزهراء عليها السلام رمزاً للنهج القويم ونموذجاً يُحتذى به في مواجهة التحديات، وليبقى صوتها الخالد منارة تُضيء دروب الإنسانية.