شهدت وسائل التواصل الاجتماعي نقاشاً محتدماً حول مسجد الزهراء عليها السلام في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي في سوريا، حيث أبدى العديد من المؤيدين دعماً واسعاً لمبادرة بنائه، التي جاءت بتبرع سخي من عائلة مهجّرة من معرة النعمان، تقديراً لوالدتهم الحاجة زهراء. وأشاد هؤلاء بالخطوة الخيرية، معتبرين أن أي اعتراضات على اللون الأسود أو الاسم لا تعكس سوى محاولات لإثارة الجدل والتأثير سلباً على مشروع خيري يهدف لخدمة أهالي المنطقة.
عائلة الحاجة زهراء، التي أسهمت بأربعة كيلوغرامات من الذهب لإتمام بناء المسجد، اختارت اسم الزهراء كتقدير خاص، فيما يرى المؤيدون أن الاعتراضات على هذا الاختيار هي بمثابة تصيّد غير مبرر. وقد انتقدوا بشدة بيان وزارة الأوقاف فيما يسمى بـ”حكومة الإنقاذ” الذي أعلن إعادة النظر في اسم المسجد ولونه، معتبرين أن الاستجابة لضغوط وسائل التواصل الاجتماعي تعطي شرعية لانتقادات سطحية لا تخدم سوى تعكير صفو المبادرات الخيرية.
وأشار إعلاميون من شمال سوريا في بيان لهم إلى أن استجابة الوزارة لضغوطات بعض المعترضين غير مبررة، مؤكدين أن هذه الأصوات تسعى للتقليل من قيمة المشاريع التطوعية بدلاً من دعمها. كما وصفوا الانتقادات بأنها لا تعكس حرصاً حقيقياً على الهوية الدينية بقدر ما تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، مطالبين الوزارة بتجاهل هذه الاعتراضات والتركيز على القضايا التي تعزز التماسك الاجتماعي وتدعم جهود البنية التحتية الدينية.
وأكد المدافعون عن المشروع أن العمارة الإسلامية تتطور لتلائم مختلف البيئات والأزمنة، وأن رفض اللون أو الزخارف بسبب مزاعم تهديد الهوية هو رأي غير واقعي، مشيرين إلى أن المسجد يعبّر عن الانفتاح الثقافي وتقدير الفن الإسلامي المتنوع، ويجب أن لا يتحول إلى محور للجدل والنزاع.