أخبارأفغانستانالعالم الاسلامي

تقارير حقوقية تكشف محنة الهزارة الشيعة تحت حكم طالبـ،ـان وسط تصاعد خطاب الكراهية والعنف

أظهرت تقارير حقوقية حديثة تصاعد الانتهاكات ضد الهزارة الشيعة في أفغانستان منذ تولي حركة طالبـ،ـان الحكم، حيث كشف تقرير جديد عن حجم العنف الممنهج خلال 38 شهرًا من سيطرة الحركة، موضحًا وقوع 61 هجومًا أسفرت عن مقتل 473 شخصًا وإصابة 681 آخرين. وتميزت هذه الهجمات بالطابع الطائفي، حيث استهدفت الهزارة بشكل مباشر عبر تفجيرات انتحارية وعمليات إطلاق نار، ما يعكس استهدافهم بسبب هويتهم العرقية والدينية.
وصنّف التقرير العنف الموجه ضد الهزارة باعتباره “إبادة جماعية”، إذ رصد العديد من أشكال التمييز وخطاب الكراهية. ونشرت صحيفة “اكلاعات روز” الأفغانية المعارضة في مقالة استقصائية تفاصيل هذه الانتهاكات، مشيرة إلى تورط تنظيم د1عش وطالبـ،ـان في استمرار الهجمات الممنهجة، ما يعكس حالة من التمييز العنصري والطائفي.
وبيّن التقرير أن حركة طالبـ،ـان تتجاهل دورها في حماية الهزارة، بل تسهم في تأجيج الكراهية ضدهم، بينما يواصل تنظيم د1عش تنفيذ هجماته في ظل غياب الأمان، مما يعكس تعقيد الوضع الأمني والنفسي في أفغانستان، حيث يعاني جيل الألفية من حالة مستمرة من الخوف واليأس.
كما أشار التقرير إلى أن هذه الانتهاكات ليست مجرد حوادث عشوائية، بل تمثل نمطًا ممنهجًا يستهدف الهزارة، ما يستدعي تصنيفها كجرائم ضد الإنسانية. ويتهم التقرير طالبـ،ـان بالمساهمة في هذه الجرائم، سواء بالإهمال أو عبر توفير بيئة آمنة للجماعات الإرهابية.
ووفقًا لمجلس الأمن الدولي، تمكنت بعض الجماعات الإرهـ،ـابية، مثل تنظيم القاعدة، من التسلل إلى بنية “الإمارة الإسلامية”، كما تم إنشاء عدة مستوطنات لهذه الجماعات في مناطق قريبة من تجمعات الهزارة.
ومع تزايد نشاط الجماعات الإرهـ،ـابية في أفغانستان، يعيش الهزارة حالة من انعدام الأمان، خصوصًا مع غياب الإرادة السياسية لدى طالبـ،ـان لحمايتهم. ويخلص التقرير إلى أن الظروف الحالية تمهد الطريق لمزيد من الجرائم ضد الإنسانية بحق الهزارة، في ظل انتشار الأصولية الدينية، مما يؤدي إلى تعميق أزمة الإبادة الجماعية.
وللحد من هذه الأزمة، يوصي التقرير بضرورة الضغط على طالبـ،ـان لحماية الهزارة، والعمل على إنشاء آلية فعالة للتوثيق والتحقيق في الجرائم، إلى جانب متابعة قضايا الإبادة الجماعية دوليًا عبر المحكمة الجنائية الدولية لضمان تحقيق العدالة على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى