أخبارالعالم الاسلاميالمرجعية

وفد أكاديمي ودبلوماسي ياباني يزور مكتب المرجع الشيرازي في كربلاء المقدسة لمناقشة الثورة العشرين الكبرى

استقبل مكتب المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، في مدينة كربلاء المقدسة، وفدًا أكاديميًا ودبلوماسيًا يابانيًا ضم باحثين وأساتذة جامعيين إلى جانب ممثلين دبلوماسيين من السفارة اليابانية في العراق.
وكان على رأس الوفد الأكاديمي الياباني الأستاذة الدكتورة كيكو ساكاي، المختصة في السياسة العراقية المعاصرة بجامعة تشيبا في اليابان، والتي تشتهر بأعمالها البحثية عن تاريخ العراق الحديث، ومن أبرز مؤلفاتها كتاب «ثورة العشرين: دراسة في الأحزاب السياسية والشبكات الاجتماعية» الصادر باللغة اليابانية. كما شاركت الأستاذة الدكتورة كاورو ياماموتو، المتخصصة بالأدب العربي، والمعروفة ببحوثها الأكاديمية حول الأدب العربي وتأثيره الثقافي. ورافق الوفد عدد من الأكاديميين العراقيين البارزين، من بينهم الأستاذ الدكتور فلاح حسن الأسدي، رئيس جامعة النهرين، والأستاذ الدكتور محمود عبد الواحد القيسي، العميد السابق لكلية الآداب بجامعة بغداد، إلى جانب الأستاذ الدكتور علاء فاضل، والدكتور ثامر الشمَّري. كما حضر السكرتير الأول في السفارة اليابانية، الأستاذ متسكوني ماياكاوا.


وتركز النقاش خلال الزيارة على الثورة العراقية الكبرى عام 1920م، والتي تعتبر حدثًا محوريًا في تاريخ العراق الحديث، حيث كان للمرجع الميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي دور بارز في قيادتها عبر فتواه الشهيرة التي حرّكت العراقيين لمقاومة الاستعمار البريطاني. تمت مناقشة الدور التاريخي الكبير لهذه الثورة التي جسدت وحدة العراقيين، وكيف أن فتوى الشيخ الشيرازي كانت حافزًا للثوار ضد الاحتلال، مؤدية إلى تحقيق نصر تاريخي على واحدة من أقوى القوى الاستعمارية في ذلك الوقت.
كما تم الحديث عن الإرث العلمي والفكري للأسرة الشيرازية العريقة، التي تميزت عبر التاريخ بتقديم خدمات جليلة للمجتمع العراقي والإسلامي بشكل عام، سواء من خلال تأليف كتب دينية وعلمية أو إسهاماتها في تطوير الفكر الإسلامي.
من بين المواضيع التي تم التطرق إليها أيضًا خلال اللقاء كان الدور المحوري للعلم والعلماء في بناء المجتمعات وارتقائها. أشار الحاضرون إلى أهمية العطاء العلمي من قبل العلماء والمفكرين، وكيف أن هذا العطاء يعزز من تقدم المجتمعات ويجعلها قادرة على مواجهة التحديات المعاصرة. وقد أُشيد بالدور الذي أدته المرجعية الدينية والعلماء على مر التاريخ في تقديم الحلول والتوجيهات للأمة، خاصة في الأوقات العصيبة.


وأكد الوفد الياباني على اهتمامه الكبير بمعرفة المزيد عن العراق وتاريخه ودور العلماء في صياغة هوية الأمة، كما أبدى أعضاء الوفد اهتمامًا خاصًا بمعرفة المزيد عن الفكر الشيعي وتطوراته عبر التاريخ.
واختتم اللقاء بتأكيد الحاضرين على أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين، وأهمية مثل هذه الزيارات في تعزيز الفهم المتبادل وتوطيد العلاقات الثقافية بين الشعوب. كما تم الإشادة بالدور الكبير الذي تلعبه المرجعية الدينية في توجيه المجتمع العراقي، والحفاظ على الإرث الثقافي والديني للأمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى