ارتفاع غير مسبوق في عام 2024 رقم قياسي للإعدامات في السعودية لم يحدث منذ 30 عاماً
كشفت إحصائية رسمية عن أن المملكة العربية السعودية سجلت منذ بداية عام 2024 أكبر عدد من الإعدامات منذ أكثر من 30 عامًا. وفقًا للإحصائية التي أعدتها وكالة فرانس برس، واستندت الأرقام إلى بيانات رسمية وتقرير منظمة العفو الدولية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن بيان للداخلية، أنه تم تنفيذ حكم الإعدام في حق ثلاثة أشخاص يوم السبت، ليصل عدد الإعدامات إلى 198، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي بلغ 196 إعدامًا في عام 2022 و192 إعدامًا في عام 1995.
وتشير بيانات فرانس برس إلى أن الإعدامات في السعودية خلال عام 2024 تضمنت 52 شخصًا أُدينوا بتهم مرتبطة بتهريب المخدرات و32 شخصًا في قضايا زعمت أنها مرتبطة بالإرهـ،ـاب. وبذلك، احتلت السعودية المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر تنفيذًا لأحكام الإعدام في العالم خلال عامَي 2022 و2023، خلف الصين وإيران.
وفي عام 2022، سجلت السعودية 147 إعدامًا وفقًا للإحصائيات الرسمية، بينما وضعت منظمة العفو الدولية الرقم عند 196 استنادًا إلى خطاب تلقته من هيئة حقوق الإنسان السعودية الحكومية، ومنذ عام 2015، نفذت السلطات السعودية أكثر من ألف عملية إعدام، مع 81 شخصًا أُعدموا في يوم واحد في مارس 2022، ما أثار ردود فعل واسعة على الصعيدين المحلي والدولي.
ونددت منظمة العفو الدولية بالحصيلة القياسية للإعدامات، حيث وصفتها بالأعلى منذ عقود، وأكدت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، أن السلطات السعودية تقوم بشن “حملة قتل بلا هوادة”، مبديةً استهتارًا مرعبًا بحياة البشر، مطالبةً بوقف تنفيذ الأحكام وإعادة محاكمة المدانين وفقًا للمعايير الدولية.
من جانبها، اعتبرت الباحثة في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، دعاء دهيني، أن الزيادة الكبيرة في الإعدامات قد تكون رسالة ترهيب ضد المخالفين أو حتى المعارضين السياسيين، مشيرة إلى أن عدد أحكام الإعدام المنفذة بحق مدانين في قضايا المخدرات سجل زيادة حادة هذا العام.
وعلى الرغم من التعديلات الاجتماعية والاقتصادية التي تسعى المملكة إلى تنفيذها ضمن رؤية 2030، فإن هذه الإعدامات تعكس تراجعًا عن الإصلاحات الموعودة في ما يتعلق بعقوبة الإعدام، مما يعكس أيضًا تراجع الضغط الغربي على المملكة بشأن حقوق الإنسان.