أخبارالعالم

بينها عاشوراء والغدير.. ألمانيا تدرج الأعياد والمناسبات الإسلامية في التقويم الثقافي لتعزيز التنوع

أعلن مكتب الهجرة واللاجئين الفيدرالي (بامف) عن إدراج الأعياد والمناسبات الإسلامية في التقويم الثقافي الألماني لعام 2025، إذ يتضمن هذا التقويم تسع مناسبات إسلامية بارزة، وهي: ليلة الإسراء والمعراج، نصف شعبان، بداية شهر رمضان، ليلة القدر، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الغدير، بداية السنة الهجرية، وعاشوراء. كما تم إدراج عيد النوروز، الذي يُحتفل به في العديد من الثقافات الإسلامية وغير الإسلامية، كجزء من هذه المبادرة.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الوعي بالثقافات المختلفة التي تعيش جنبًا إلى جنب في ألمانيا، وفتح المجال أمام مزيد من التفاهم بين الطوائف الدينية والثقافية المتعددة في البلاد. ويعد التقويم الثقافي الجديد جزءًا من الجهود المستمرة لإظهار احترام الحكومة الألمانية للتنوع الديني والثقافي، وتعزيز التعايش السلمي بين جميع المكونات الاجتماعية.
من الجدير بالذكر أن “أسبوع الثقافة المتعددة” سيُقام في الفترة من 22 إلى 29 سبتمبر 2024، للمرة التاسعة والأربعين على التوالي. هذا الأسبوع يشمل تنظيم حوالي 5000 فعالية في نحو 700 مدينة في جميع أنحاء ألمانيا، تحت شعار “فضاءات جديدة”، ويركز على الاحتفال بالتنوع والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ويشارك في هذه الفعالية الكنائس الألمانية الكبرى، بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.
وقد انطلقت هذه المبادرة عام 1975، بهدف تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات في ألمانيا، خاصة بعد توقف الدولة عن استقدام العمالة المهاجرة. في البداية، كانت المبادرة تعرف بـ “يوم المواطن الأجنبي”، والذي كان يهدف إلى تغيير النظرة السائدة عن المهاجرين كعمال مؤقتين إلى اعتبارهم جزءًا من المجتمع الألماني. في التسعينيات، تطورت الفعالية إلى “أسبوع الثقافة المتعددة”، والذي يركز الآن على تعزيز التعايش السلمي وإبراز التنوع الثقافي كقيمة مضافة للمجتمع الألماني.
تشمل الفعاليات العديد من الأنشطة، مثل الندوات الثقافية والعروض المسرحية والقراءات الأدبية والعروض السينمائية التي تسلط الضوء على قوة التعددية الثقافية في المجتمع الألماني. كما أن هناك اهتمامًا خاصًا باللاجئين من خلال “يوم اللاجئ”، الذي يتم الاحتفاء به ضمن هذه الفعالية منذ عام 1986، بهدف زيادة الوعي بالتحديات التي يواجهها اللاجئون في ألمانيا والعالم.
ويدعم مكتب الهجرة واللاجئين الفيدرالي هذه الفعالية من خلال إصدار تقويم ثقافي يشمل الأعياد الدينية لمختلف الديانات، مثل المسيحية، اليهودية، الإسلام، البوذية، الهندوسية، السيخية، والإيزيدية. ويهدف هذا التقويم إلى تسليط الضوء على التنوع الديني في ألمانيا، وتعزيز التعايش والتفاهم بين مختلف المجتمعات.
في إطار هذا الجهد، تحرص الحكومة الألمانية على تقديم الدعم والمساندة لتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، بهدف تحقيق مجتمع ألماني أكثر تنوعًا وشمولًا، قادرًا على استيعاب واحترام جميع الأديان والثقافات التي تسهم في بناء نسيجه الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى