دعت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى إزالة الحواجز التي تعيق الوقاية من الانتحار، وزيادة الوعي، وتعزيز ثقافات الدعم والتفهم، في ظل إحصاءات صادمة تكشف عن أكثر من 700,000 حالة انتحار سنويًا حول العالم.
وفي إطار إحياء “اليوم العالمي للوقاية من الانتحار” الذي يصادف العاشر من سبتمبر، أكدت المنظمة أن الانتحار يمثل ثالث سبب رئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا عالميًا، مشيرةً إلى ضرورة تسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وتحمل حملة اليوم العالمي للوقاية من الانتحار للفترة 2024-2026 شعار “تغيير الرواية حول الانتحار” مع دعوة للعمل بعنوان “ابدأ الحوار”، ويهدف هذا الشعار إلى تقليل الوصمة المحيطة بالانتحار وتشجيع الحوارات المفتوحة كوسيلة فعالة لمنع هذه الحالات المأساوية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن “تغيير الرواية حول الانتحار يتعلق بتحويل نظرتنا لهذه القضية المعقدة، والانتقال من ثقافة الصمت والوصمة إلى ثقافة الانفتاح والتفهم والدعم”.
وفي هذا السياق، كشفت تحقيقات “سلام وطندار” عن اتجاه مقلق يتمثل في تصاعد حالات القتل والانتحار بين النساء في أفغانستان، حيث تم توثيق 16 حالة انتحار وقعت في غضون ستة أشهر فقط خلال عام 2024.
وتعددت أسباب هذه الحالات بين العنف الأسري، والفقر، والزواج القسري، والاضطرابات النفسية، والاعتداءات الجنسية، بينما لا تزال بعض الأسباب الأخرى غير معروفة.
ويشير خبراء علم النفس والاجتماع إلى أن القيود المفروضة على النساء، بما في ذلك إغلاق المدارس والجامعات أمام الفتيات، قد أسهمت بشكل كبير في ارتفاع معدلات الانتحار بين النساء.
وأوضح زيا نيكزاد، عالم الاجتماع، أن القيود الاجتماعية والحرمان من فرص التعليم والعمل تسهم في تفاقم اليأس لدى النساء، قائلاً: “الكثير من النساء كنّ يحلمن بلعب دور نشط في الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وكل فتاة كانت تأمل في مستقبل مشرق، لكن هذه القيود تسببت في إحباط أحلامهن”.
وأضافت كوكابا نواب، طبيبة نفسية، أن انعدام الأمل والشعور باليأس يدفعان بعض الأفراد إلى التفكير في الانتحار، قائلةً: “عندما تنطفئ آمال الشخص في الحياة ويعتقد أنه لا يستطيع الاستمرار، تنتهي أحلامه وتُدفن طموحاته”.
في ظل هذه الإحصائيات المؤلمة، تواصل منظمة الصحة العالمية دعوتها للعالم بأسره لتوحيد الجهود لنشر الوعي حول الانتحار وتعزيز ثقافات التفهم والدعم، آملةً أن يسهم الحوار المفتوح في تغيير مسار هذه القضية المعقدة وإنقاذ الأرواح.