مواكب الخدمة في سامراء المقدسة: سخاءٌ وعطاء وقلوبٌ تخفق عشقاً عسكرياً
في مدينة سامراء المقدسة، حيث مرقد الإمامان العسكريان (عليهما السلام)، تتجلى أروع صور السخاء والعطاء خلال فترة زيارة الأربعين الحسيني، إذ تكتظ المدينة بمواكب الخدمة الحسينية التي تفردت بعشقها للإمامين العسكريين (عليهما السلام) وكرمها الذي لا ينضب.
هذه المواكب، التي تمتد على طول الطرق المؤدية إلى مرقد الإمامين، تبذل قصارى جهدها لخدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام) الذين يمرون عبر سامراء في طريقهم إلى كربلاء المقدسة. يُقدّم لأعداد هائلة من الزائرين كل ما يحتاجونه من طعام، وشراب، ومسكن، وسط أجواء إيمانية تغمرها المحبة والتآخي.
وقد أظهرت مواكب الخدمة في سامراء روحًا لا مثيل لها من التفاني والتضحية، حيث تفتح القلوب قبل الأبواب لاستقبال الزوار الكرام. يجتمع الجميع، من شيوخ وشباب، في ميدان الخدمة الحسينية، يتسابقون لتقديم الطعام والشراب والأدوية، وحتى تنظيم الفعاليات التثقيفية والدينية.
وتخفق القلوب عشقاً عسكرياً في هذه المدينة التي لطالما كانت مركزاً روحياً للمسلمين. يحمل أبناء سامراء حباً عميقاً للإمامين العسكريين (عليهما السلام)، ويعبرون عن هذا الحب من خلال مواكب الخدمة التي تُظهر وجه المدينة المتسامح والمحب للحسين وآل بيته (عليهم السلام).
ولا تقتصر هذه المواكب على تقديم الدعم المادي فحسب، بل تتعدى ذلك لتكون رمزاً للتماسك الاجتماعي والروحي في المدينة. كل من يمر عبر سامراء يشعر بالترحيب والحب الذي يعم الأجواء، وهو ما يبرز عمق العلاقة الروحية بين أهل سامراء والزوار المتوجهين نحو كربلاء المقدسة.
وفي هذه الأيام المباركة، تتحول سامراء إلى منارة للسخاء، حيث تتجلى أروع معاني الإيثار والمحبة في كل ركن من أركان المدينة، ليبقى عشاق الإمام الحسين والإمامين العسكريين (عليهم السلام) عنواناً للمحبة والخدمة الحسينية المتفانية.