توافد آلاف الزوار الأجانب عبر كركوك إلى كربلاء لإحياء مراسم زيارة الأربعين الحسيني
توافدت جموع من الزوار الأجانب من مختلف الجنسيات إلى محافظة كركوك، يوم السبت، قادمين من تركيا ودول مجاورة متجهين نحو كربلاء المقدسة والنجف الأشرف للمشاركة في إحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام). وبدأت الوفود بالوصول عبر نقطة التون كوبري الواقعة على بعد 45 كم شمال كركوك، حيث تم استقبالهم من قبل أصحاب المواكب الحسينية الذين قدموا لهم الخدمات على مدار الساعة.
وأكد أصحاب المواكب أن هذا العام شهد توافد زوار من جنسيات متعددة، بينهم أتراك، أذربيجانيون، إيرانيون، أفغان، باكستانيون، وجورجيون، جميعهم قدموا عبر تركيا، وتم استقبالهم وتقديم الطعام والرعاية الصحية للمحتاجين منهم، على طول الطريق الممتد بين كركوك وبغداد، حيث تنتشر المواكب الحسينية لتقديم كل ما يحتاجه الزوار من خدمات.
وفي تصريحاتهم، عبّر الزوار الأجانب عن مشاعرهم الروحانية تجاه زيارة الأربعين. أحد الزوار الأتراك قال: “آلاف الأتراك يقومون سنويًا بزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ومواقعنا المقدسة. الأجواء الإيمانية مميزة، والخدمات التي تُقدّم من الشعب العراقي كريمة بشكل لا مثيل له في أي دولة أخرى.” فيما أضاف زائر من جورجيا: “زيارة الإمام الحسين عبر الأراضي العراقية تثلج القلب، والشعب العراقي يتميز بكرم الضيافة.”
وتستمر المواكب الحسينية المنتشرة على طول الطريق من كركوك إلى كربلاء بتقديم أفضل الخدمات المجانية للزوار، ما يجسد روح العطاء والتماسك الاجتماعي. وقد أدرجت منظمة اليونسكو في عام 2019 هذه الممارسة ضمن قائمتها لـ”التراث الثقافي غير المادي”، مشيرة إلى أن الزيارة الأربعينية تمثل هوية ثقافية للعراق وتجسد العمل التطوعي والكرم العراقي.
ووفقًا لرئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، فإن الزيارة الأربعينية تعد أكبر ماراثون إنساني في التاريخ الحديث، حيث شهدت خلال السنوات الخمسة الأخيرة مشاركة ما يزيد عن 100 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم. ودعا الغراوي الحكومة العراقية والبرلمان إلى الاعتراف بالزيارة الأربعينية كإرث ثقافي وطني، والترويج لمضامينها الإنسانية والأخلاقية عالميًا.