استمرار المجالس العزائية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين في أفغانستان رغم القيود
يواصل المسلمون الشيعة في أفغانستان إقامة مجالسهم عزائية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، وذلك في تكية السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بمدينة قندهار الأفغانية، إذ تُعدّ هذه المجالس جزءاً أساسياً من الشعائر الدينية والثقافية الشيعية في أفغانستان، وتجمع العديد من المؤمنين الذين يحرصون على التعبير عن حزنهم وولائهم للإمام الحسين عليه السلام.
وأكد القائمون على هذه المجالس أن المجالس بما يتخللها من فعاليات ستستمر طوال أيام شهر محرم الحرام، وتستمر حتى ذكرى الأربعين للإمام الحسين عليه السلام. وتهدف هذه المجالس إلى استذكار المظلومية الكبرى التي تعرض لها الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام في واقعة كربلاء، وكذلك تعزيز الوعي الديني والثقافي بين أفراد المجتمع الأفغاني.
وتأتي هذه المجالس والفعاليات في ظل ظروف صعبة حيث فرضت حركة طالبان، منذ سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد، قيوداً وتضييقات على إقامة الشيعة لشعائرهم الدينية بصورة عامة، والشعائر الحسينية بصورة خاصة. ورغم هذه القيود، استطاع الشيعة إحياء شعائرهم على نطاق واسع هذا العام، حيث نظمت الفعاليات في مختلف المناطق التي يسكنها الشيعة في البلاد.
وتشمل الفعاليات المخصصة لهذا الإحياء قراءة المقتل، وإلقاء الخطب الدينية، وإقامة المسيرات، وتوزيع الطعام على الحاضرين، وتسهم هذه الأنشطة في تعزيز روح التضامن والتآزر بين أفراد المجتمع، كما تشكل فرصة للمعزين للتعبير عن مشاعرهم وإحياء قيم الشجاعة والإيثار التي يجسدها الإمام الحسين عليه السلام.
وتُعتبر هذه المجالس تجسيداً لروح الولاء للإمام الحسين عليه السلام، وتمنح المشاركين فرصة للتأمل في الرسائل العميقة التي حملتها ثورته الخالدة، لتكون وسيلة للتأكيد على قوة الروابط الاجتماعية والدينية بين المجتمع الشيعي، وتعزيز التآخي والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة، حتى في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.