شهدت مدينة غلاسكو، إحدى أكبر مدن اسكتلندا، مواكب عزائية حسينية كبيرة شارك فيها عدد كبير من المسلمين الشيعة المقيمين في المدينة، وتزامنت هذه المواكب مع ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء، حيث تحولت شوارع المدينة إلى مشهد مهيب من التآزر والتعبير عن الحزن.
بدأت المواكب في ساعات الصباح الباكر، حيث تجمع المشاركون في نقاط محددة وانطلقوا في مسيرات سلمية تجوب شوارع المدينة. ورفع المشاركون الأعلام السوداء واللافتات التي تحمل شعارات وأقوال الإمام الحسين (عليه السلام)، كما ترددت في الأجواء الأناشيد والأهازيج الحسينية التي تعبر عن حبهم وإخلاصهم لآل بيت النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتميزت المواكب بمشاركة واسعة من مختلف الجنسيات والأعمار، مما يعكس التنوع الثقافي والديني في غلاسكو. كما شاركت العائلات بأكملها، بما في ذلك الأطفال والشباب، الذين ارتدوا الملابس السوداء للتعبير عن حزنهم وتفجعهم على الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) وما جرى عليهم في واقعة كربلاء.
وأشرفت على تنظيم المواكب عدة جمعيات ومراكز إسلامية في غلاسكو، بالتنسيق مع السلطات المحلية لضمان سير الفعاليات بسلاسة ودون أي عوائق، وتم توفير خدمات الطوارئ والإسعاف في نقاط محددة لضمان سلامة المشاركين، كما تعاونت الشرطة مع المنظمين لتأمين مسارات المواكب وتوجيه حركة المرور.
ولم تقتصر الفعاليات على المواكب فقط، بل تخللتها أيضًا جلسات خطابية ومجالس عزاء في المراكز الإسلامية. وتحدث الخطباء عن معاني وقيم ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ودروسها العظيمة في التضحية والفداء من أجل الحق والعدالة، كما تم توزيع المأكولات والمشروبات على المشاركين والزوار في التفاتة كريمة تعكس روح العطاء والتضامن الحسيني بين الموالين.
وحظيت المواكب بتفاعل إيجابي من قبل المجتمع المحلي، حيث أبدى العديد من سكان غلاسكو احترامهم وتقديرهم لهذه الفعالية الدينية، معربين عن إعجابهم بقوة الإيمان والتزام المشاركين بإحياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والديانات.
كما وحظيت المواكب بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والدولية، حيث تم بث مقاطع فيديو وصور للمواكب على شاشات التلفاز ومنصات التواصل الاجتماعي، وتحدثت بعض القنوات عن أهمية هذه الفعالية في نقل رسالة عاشوراء إلى العالم وتوضيح القيم الإنسانية التي تحملها.
وتعتبر مواكب عاشوراء في غلاسكو فرصة لتعزيز الروابط بين أفراد الجالية الشيعية وتأكيد هويتهم الدينية والثقافية، كما تسهم في نشر الوعي حول قضية الإمام الحسين (عليه السلام) وأهدافها النبيلة، ما يعزز من روح التضامن والوحدة بين المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
وأظهرت المواكب والمسيرات الحسينية في غلاسكو مدى التزام الجالية الشيعية بإحياء شعائر عاشوراء بكل إخلاص وتفانٍ، لتظل رمزًا للصمود والثبات على المبادئ، وتجسيدًا لقيم العدالة والتضحية التي نادى بها الإمام الحسين (عليه السلام).
