نسخ المصحف بخطّ يده ثلاث مرات.. وفاة الشيخ المصري “عبد الله أبو الغيط” بمحافظة “الشرقية” بمصر
شهدت قرية “الصوة” التابعة لمركز “أبوحماد” بمحافظة “الشرقية” المصرية حالة من الحزن على وفاة الشيخ عبد الله أبو الغيط والذي نسخ المصحف الشريف بخط يده ثلاث مرات، واتشحت المنطقة بالسواد.
وقال عبد المنعم الخولي المدير بالتربية والتعليم سابقاً، إن الشيخ عبد الله أبو الغيط كان نموذجاً للتحدي والإصرار والعزيمة، تمتع بأخلاق طيبة وسيرة حسنة، صاحب واجب وأدب، أحبه كل من عرفه، كان أخاً فاضلاً وصديقاً عزيزاً قضي وقته في خدمة كتاب الله عزَّ وجلَّ ونسأل الله أن يلهمنا الصبر على فراقه”.
وأضاف الشيخ محمد محمد شنب، “لقد فقدنا علماً كبيراً من أعلام محافظة الشرقية ألا وهو الشيخ عبد الله أبو الغيط، خط المصحف الشريف بيده ثلاث مرات، ومؤخراً قام بكتابة نسخة باللغة الإنجليزية، كنت أقضي أغلب وقتي معه، فكان يوصينا بصنع المعروف وخدمة الناس والمداومة على القرآن، جعل الله كل ما قدمه من خير في ميزان حسناته.
يذكر أن عبد الله أبو الغيط من مواليد 1956 م بقرية الصوه بمركز أبو حماد بالشرقية، وعمل بالأزهر، وتعلم القراءة أو الكتابة عند سن 55 عاماً، وبعد مرضه نصحه الأطباء بالمداومة على القرآن الكريم، وبدأت رحلته في تعلم القراءة والكتابة عام 2005 م، حيث تعلم الحروف الأبجدية ثم تعلم القراءة في المصحف، وقام بكتابة آيات القرآن الكريم بخط عربي بالرسم العثماني، وانتهى من كتابة النسخة الثالثة من المصحف في عام 2020، وكل نسخة كانت تستغرق ثلاث سنوات، كما قام بكتابة نسخة من المصحف باللغة الإنجليزية.
وكانت آخر كلمات الراحل “عبد الله أبو الغيط” لن أترك كتابة المصحف حتى أحمل للمقبرة، وأوصى بإهداء كل النسخ التي كتبتها للمكتبات العامة في المساجد والمدارس والجامعات كصدقة جارية على روحي، وأناشد الجميع باستغلال وقت الفراغ في تلاوة كتاب الله وفهم معانيه لأن القرآن دستور الأمة ومصدر عزها وعظمتها، فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً.