احتشدت جموع غفيرة من المؤمنين في عدد من المدن التركية، لإحياء ذكرى يوم عاشوراء سبط النبي الأكرم، الإمام الحسين بن علي “صلوات الله عليهم” وأصحابه الأبرار في موقعة كربلاء الخالدة.
وبهذه المناسبة الأليمة، احتضنت مدينة إسطنبول، مراسيم العزاء الدولي السنوي الـ (1385) في تاريخها، حيث تم تنظيم المراسيم من قبل “الجمعية الجعفرية للإيمان والبحث والتعليم” في مركز “يحيى كمال بياتلي” للمعارض، وكان من بين الحضور حاكم إسطنبول “داود غول”، وعمدة بلديتها “أكرم إمام أوغلو”، ونائب حزب العدالة والتنمية في المدينة، “شامل أيريم”، الى جانب رئيس الجمعية “حسن بابور” والزعيم الشيعي البارز “صلاح الدين أوزغوندوز”، وغيرهم من الشخصيات السياسية والدينية البارزة التي ألقت كلمات مؤثرة أمام الجمهور الحاضر.
هذا وقد ملأ الموالون الأتراك المتشحون بالسواد، مواقع إقامة العزاء منذ الساعات الأولى من ليلة عاشوراء، حيث أغلقت الطرق المحيطة بهذه المواقع أمام حركة المرور، كما اتخذت قوات الشرطة إجراءات أمنية مشددة، فيما زينت الأعلام السوداء وصور الفاجعة، جدران المنازل والمؤسسات المحيطة بالمكان.
وفي مدينة “قارس” شمال شرقي تركيا، تجمّع المشاركون في مسجد “حضرتي علي قارسي”، قبل أن ينطلقوا في موكب حاشد على طول شارع “فايكبي” إلى مسجد “عشقلي أهلي بيت”، مرددين القصائد الحسينية على طول الطريق، فيما شدد محافظ المدينة “ضياء بولات” على الأهمية المتجددة لموقعة كربلاء، كرمز للمقاومة ضد الظلم.
أما في مدينة “أغري” شرقي إقليم الأناضول، فقد نظمت جمعية “أهل بيت ياتشل” برنامجاً دينياً إبتدأته بزيارة إلى المقبرة المحلية ومنه إلى مسجد “أهل بيت ياتشل”، حيث سادت الأجواء، التلاوات القرآنية والتراتيل العزائية.
ولم يكن الوضع مختلفاً في مدينة “إغادير” شرقي البلاد، حيث شارك السكان المحليون في مسيرة جماهيرية من مقبرة “أسري” إلى ساحة “زبيدة هانم”، تخللتها كلمة لمحافظ المدينة “إركان توران” أشاد من خلالها بصمود الإمام الحسين “عليه السلام” في سبيل إعلاء مبادئ الحق والعدل.
يذكر أن عدداً من المدن التركية، كانت قد شهدت إقامة جلسات تلاوة للقرآن الكريم بهذه المناسبة، متبوعةً بعرض مسرحيات تحكي أحداث كربلاء، فضلاً عن إطلاق حملات للتبرع بالدم بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر.