المرجع الشيرازي: لا توجد اليوم قضية أعظم وأوسع من القضية الحسينية المقدسة وكل الذين حاربوها قد زالوا وذهبوا دون رجعة وسحقهم التاريخ
أكد المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، أنه لا توجد اليوم قضية أعظم وأوسع من القضية الحسينية المقدسة. وأشار سماحته إلى أن بني أمية، الذين هدموا الحائر الحسيني الطاهر سبعة عشر مرة، وكانوا يقتلون زوار الحسين (عليه السلام) ويسجنونهم، قد زالوا وذهبوا دون رجعة، بينما بقي الإمام الحسين (عليه السلام) وشعائره المقدسة، وأن التاريخ قد سحقهم ولم يبق لهم أي ذكر.
وأوضح سماحته في كلمته التي ألقاها بجموع المعزين بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء في بيته المكرم بمدينة قم المقدسة، أن الذين يقفون بوجه القضية الحسينية المقدسة سينتهون ويزولون، ولكن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ستبقى خالدة لا تنتهي. واستشهد سماحته بأحداث وقعت قبل قرابة ثلاثين سنة عندما قصف الأعداء القبة الحسينية الشريفة بالدبابات وارتكبوا جرائم أخرى، في إشارة إلى ما ارتكبه أزلام النظام الصدامي المقبور خلال الانتفاضة الشعبانية في مدينة كربلاء المقدسة، متسائلاً: “أين هم اليوم؟ وما حل بهم؟” وأكد أن الذي لا انتهاء له ولا نهاية هو الإمام الحسين (عليه السلام)، وقضيته الخالدة وشعائره المقدسة.
وبيَّن المرجع الشيرازي أن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ليست مجرد قضية تاريخية بل هي قضية إنسانية تتجاوز الزمان والمكان. وذكَّر بأن الشعائر الحسينية تمثل تجسيداً لقيم العدالة والتضحية في وجه الظلم والطغيان، مؤكداً أن هذه القيم ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال، ملهمةً لمحبي الحرية والكرامة في كل مكان وزمان.
كما دعا سماحته المؤمنين إلى التمسك بالشعائر الحسينية ونشرها وتعريف العالم بها، مشدداً على أن هذه الشعائر تمثل رسالة عالمية للإنسانية جمعاء، موضحاً في الوقت ذاته أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) يجب أن يكون منارة تهدي البشرية نحو العدالة والإصلاح والسلام.
واختتم سماحته بالتأكيد على أن الإمام الحسين (عليه السلام) سيظل رمزاً خالداً للتضحية في سبيل الحق، وأن ذكراه ستبقى نوراً يهتدي به الأحرار في كل زمان ومكان. وأن كل من يقف ضد هذه القضية العظيمة سيلقى مصير من سبقوه من الطغاة، وستظل الشعائر الحسينية مشعلاً ينير درب الأجيال نحو الكرامة والعدالة.