نشرت موسوعة “بريتانيكا Britannica” البريطانية الشهيرة، تقريراً مفصلاً سردت من خلاله مراحل ظهور وانتشار مدرسة آل البيت الأطهار “عليهم السلام” في العالم أجمع.
وبيّنت الموسوعة في تقريرها الذي ترجمت مضامينه وكالة “أخبار الشيعة”، أن “أولى المراحل الفعلية لهذا الظهور، كانت بعد استشهاد النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله)، وانقسام القبائل التي كانت حديثة عهدٍ بالإسلام وخصوصاً تلك التي أعلنت إسلامها في أعقاب الفتح النبوي لمكة المكرمة”.
وتابع التقرير أنه على الرغم من توصيات خاتم الأنبياء والمرسلين “صلوات الله عليه وعلى آله” وخصوصاً ما جاء في الحديث الشريف “إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا… كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض”، إلا أن زعماء هذه القبائل أبوا إلا أن يتقاسموا زعامة الأمة فكان من نتائجها عقد اجتماعات سرية يقومون بموجبها بتوريث هذه الزعامة من شخص لخلفه، والتي كان من تبعاتها استفحال ما وصفها التقرير بـ “حالات الفساد والمحسوبية” في عهد الخليفة الثالث، حيث تسببت في وقت لاحق، بمقتله في ظروف غامضة”.
واستدركت الموسوعة أنه على الرغم مما تطور إليه المناخ السياسي في أعقاب تلك الفترة وما رافقها من ظهور حكومة منشقّة في بلاد الشام بزعامة معاوية بن أبي سفيان، إلا أن معدّوا التقرير أشادوا بشيعة العراق اللذين جعل منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب “عليهما السلام”، نواةً لأنصاره بعد نقل عاصمة خلافته إلى مدينتهم الكوفة، ومساندتهم له في وأد جميع الفتن التي اندلعت في أوقات لاحقة من قبل منافقي الجزيرة ونواصب الشام في موقعتيّ “الجمل” و”صفين” على التوالي.
وأكّد معدّو التقرير، أنه حتى في ظل المؤامرات اللاحقة التي حاقت بالرسالة المحمدية على يد من تقلّدوا مناصب الزعامة على العالم الإسلامي، إلا أن ذرية النبي الاكرم “صلوات الله عليهم اجمعين”، كانوا قد ساروا على نهج جدهم “صلى الله وعليه وآله” في تصحيح الاعوجاجات الجارية عبر خط (الإمامة) القويم”.
وأشارت موسوعة “بريتانيكا” إلى أنه كان من بين أبرز معالم الحرب الدائرة على مدرسة التشيع هي ما شهدته مجزرة كربلاء من قبل جيش الشام على سبط النبي الاكرم، الإمام الحسين بن علي “صلوات الله عليهم” سنة 61 هـ”.
واختتمت الموسوعة تقريرها بسرد تفاصيل مجموعة من الثورات التي أشعلها أنصار مدرسة التشيع المحمدي على الأنظمة المنحرفة في أوقات لاحقة من التاريخ الإسلامي وما كان لها من نتائج حاسمة في بقاء وخلود هذه المدرسة بشكلها الماثل في وقتنا الحاضر.