قالت مراكز بحثية في ألمانيا فضلاً عن مسؤولين ونقابيين، أن الأطفال المسلمين في البلاد دخلوا قفص الاتهام من طرف أحزاب يمينية ووسائل إعلامية، بعد تحذيرات جديدة أطلقتها جهات أمنية عن “خوف الألمان المسيحيين من انتشار الإسلام في المدارس”.
ونقلاً عن صحيفة بيلد، فإن مسؤولاً من أمن الدولة قال: إن “العديد من آباء الأطفال الألمان يبحثون عن استشارات؛ لأن أولادهم المسيحيين يريدون اعتناق الإسلام، حتى لا يشعروا بأنهم غرباء داخل المدرسة، بما أن غالبية التلاميذ مسلمون”.
لكن المسؤول الأمني ذاته لم يقدّم أي دلائل تدعم كلامه، خصوصاً أن له تصريحات فيها مسحة عنصرية، كقوله “عادة ما يُظهر الطلاب المسلمون الذكور تهديداً شديدا، بل يكونون عنيفين في بعض الأحيان”. وحذر من أن “الوضع سيصبح أكثر خطورة إذا ما وصل الكثير من الأطفال اللاجئين إلى المدارس ابتداء من الصيف”، حسب زعمه.
وردّاً على ذلك، قال الباحث والأكاديمي في جامعة بامبرغ الألمانية، عماد مصطفى: إنه “لا يمكن تعميم كلام المسؤول الأمني على بلد يعيش فيه ثمانونَ مليون نسمة، كما أنه لا يمكن أن يعتنق الأطفال دينا آخر بسبب الخوف”.
وأكد مصطفى “وجود دراسات متعددة في ألمانيا توضح التزام الأطفال المسلمين بالقوانين”، مضيفاً بأنه “لا يصدق ذلك. حيث يمكن أن يحدث صراعُ هوية لدى الشباب، لكن ليس لهذه الدرجة”.
وتابع أن “الأمر يظهر خطيرًا حسب هؤلاء المسؤولين فقط لأنه يتعلق بالإسلام؛ لأنهم يربطونه بالعنف، وباضطهاد المرأة، والأشكال الاستبدادية، عكس نظرتهم إلى المسيحية أو اليهودية”.
وجاء هذا التخوف ليخدم توجهات جزء واسع من الإعلام الألماني، وأوضح مصطفى بأن “هذا النوع من الإعلام الألماني معروف منذ عقود باتباع نموذج التخويف والتحريض ضد مجموعات اجتماعية لا تملك نفوذا كالمسلمين والفقراء”.
وبرأيه، فإن هذا الإعلام “ينتقي الدراسات التي تدعم رؤيته للإسلام الشرير والخطير في ألمانيا”، أو أنه ينتقي نتائج فردية وجانبية من دراسات علمية متميزة وشاسعة حتى يخرج باستنتاجات منحازة، لدفع الألمان إلى الخوف من المسلمين.
من جهته نفى رئيس اتحاد المدرسين الألمان شتيفان دول، وجود مخاوف من هيمنة التلاميذ المسلمين.
وقال: إن “الاتحاد لم يطلع على أيّة تقارير تفيد بوجود مخاوف مماثلة من كل فروعه وجمعياته”.