رجال دين وأكاديميون عراقيون: تراث الإمام الصادق (عليه السلام) أحدث ثورة فكرية وعلمية عمّت العالم أجمع إلى يومنا هذا
قال جمع من رجال الدين والأكاديميين والناشطين في العراق، إنّ تراث الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) لا يزال يشكل الجانب الحيوي والمهم من الحياة الروحية والفكرية والثقافية للإسلام، وتجاوز تأثيره بكثير إلى الفكر العالمي.
وأوضح هؤلاء في أحاديث متفرقة لـ (وكالة أخبار الشيعة) أن “الإمام الصادق (عليه السلام) يعد صاحب الريادة والفضل على المسلمين جميعاً وحتى العالم عبر حركته العلمية وتأسيسه لأول جامعة إسلامية خرّجت كبار الفقهاء والعلماء في مختلف المعارف والعلوم”.
وتابعوا بأنّ “تراث الإمام (عليه السلام) لا يزال يشكل الجزء الأهم في الحياة الروحية والفكرية والثقافية للإسلام، من خلال ما قدّمه من علوم ومعارف وتعاليم عظيمة تعدّ الامتداد الحقيقي لعلوم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)”.
وأضافوا بأنّ “هذا التراث الصادقي العظيم يتجاوز بتأثيره وأهميته بكثير على معظم الشخصيات التاريخية والجهود العلمية سواء أكان من المسلمين أو غيرهم، حتى أن العلماء الغربيين اليوم يعترفون بفضلهم على ما وصلت إليه أممهم من النهضة العلمية”.
وأشاروا أيضاً إلى أن “الإمام الصادق (عليه السلام) من الشخصيات الاستثنائية والفريدة، والذي كان مثل جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قدوة للأخلاق الفاضلة والعظيمة”.
ولفتوا إلى أن “الإمام (عليه السلام) ورغم كل الفظائع التي ارتكبها ضده حكّام الجور، نجح في حفظ كيان الأمة الإسلامية وفتح طريقاً عظيماً نحو نشر العلوم الإلهية الحقّة، حتى انحنى أعداؤه أمام علمه وهيبته”.
ويتحدثّ آخرون بأنّ “فترة إمامته (عليه السلام) قد تزامنت مع الحقبة الأكثر ثورية والحافلة بالأحداث في التاريخ الإسلامي، وقد أدى واجباته التعبدية وواصل مهمّته الإلهية بسلام لنشر الإسلام الصحيح وتعاليم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)”.
وتشير السجلات وما دونه المؤرخون إلى أن الإمام الصادق (عليه السلام) كان لديه أكثر من أربعة آلاف طالب يتعلمون منه مختلف العلوم.
وشمل ذلك كلاً من العلوم الدينية مثل الفقه والتفسير والحديث، بالإضافة إلى العلوم الأخرى مثل الكيمياء والطب والرياضيات وعلم الفلك.
وكان من بين تلامذته جابر بن حيان الكيميائي الشهير، بالإضافة إلى شخصيات بارزة في المعرفة الإسلامية مثل أبي حنيفة زعيم المذهب الحنفي. كما أشاد به مالك بن أنس، زعيم المذهب المالكي، باعتباره أعلم علماء عصرهم وأتقاهم.