مائة وعام على الجريمة.. مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات يطالب السعودية بإعادة بناء أضرحة جنّة البقيع
طالب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات السلطات الحاكمة في السعودية بالسماح لبناء قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)؛ وذلك احتراماً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين، ولإشاعة روح التعايش بين طوائف المسلمين وإزالة أسباب الكراهية.
وقال المركز في بيان له بالمناسبة تلقّته (وكالة أخبار الشيعة): إن “ذكرى جريمة التعدي على مقدسات المسلمين في مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله) المتمثلة بهدم أضرحة أئمة المسلمين (عليهم السلام) تتجدّد معها المطالبات بضرورة إعادة بناء تلك الأضرحة الطاهرة وصيانة مقبرة البقيع”.
وتابعت بأن “مقبرة البقيع تعد هي إحدى أهم مقابر المسلمين التاريخية التي تضم رفات الألاف من المسلمين الأوائل، منهم أحفاد النبي وأهل بيته (عليهم السلام) وأعمامه وأولاد عمومته، وزوجاته، وغيرهم من الصحابة المقربين، من المهاجرين والأنصار”.
وأدان البيان “استمرار حقد فئة منحرفة في التعدي على حقوق المسلمين وانتهاك مقدساتهم ورموزهم الإسلامية، رغم المناشدات والمطالبات المستمرة بإعادة بناء الأضرحة الشريفة، لكن الحكومة السعودية لا زالت مصرّة على عدم الاستجابة”.
ولفت إلى أن “قرار هدم قبور البقيع هو قرار سياسي بالدرجة الاولى مغلف بغلاف ديني صدر عن السلطات الحاكمة لكسب ود الطبقة الدينية المتنفذة والمتشددة التي ساندت السلطة الناشئة وقتذاك”، موضحة بأنه “فليس ثمة شك أنه من دون موافقة تحريرية من الجهات الحاكمة أن يتجرأ أحد من المسؤولين، لا من علماء الدين، ولا من الموظفين التنفيذين على تنفيذ عملية الهدم”.
وأوضح البيان بأن “السلطات آنذاك عللت أسباب هدم تلك القباب وتسوية القبور على الأرض هي إعادة التنظيم العمراني والحضاري للمدن التاريخية بما يتلاءم مع تشكيل المدن الحديثة، إلا أن الامر ثبت عكس ذلك بمرور أكثر من مائة عام على جريمة الهدم”.
وأكّد بيان المركز على أن “القوانين الدولية والوطنية الحديثة تعدّ أيّ مَعْلم تاريخي أثراً حضارياً وإنسانياً لا يمكن المساس به، سواء أكان هذا المَعْلم مَعلماً دينياً أم مَعلماً بيئياً أم ثقافياً”.
ولفتت إلى أن “تلك القوانين والهيئات الدولية الدول والجماعات تؤكد بالمحافظة على تلك المعالم وصيانتها كونها تمثل إرثاً لكل البشر”، مشيرة إلى أن “السلطات الحاكمة في المملكة العربية السعودية وللأسف الشديد لا تعطي للمعالم التاريخية لاسيما مقابر آل النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) هذه السمة، وتعدها مواقع عادية غير مقدسة، ولا تمثل إرثاً تاريخياً يمكن العناية به أو صيانته”.
هذا وطالب البيان السلطات الحاكمة بإعادة “النظر في قرارها بالإبقاء على وضع الهدم لمقبرة البقيع الطاهرة”، داعية إياها إلى “إلى الشروع ببناء تلك الأضرحة احتراماً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين”.
كما دعا البيان الحكومة السعودية إلى “طيِّ صفحة سوداء في تاريخ المملكة وبداية عهد جديد في الاصلاح وحفظ حقوق الجميع الدينية والمدنية”.